نام کتاب : العصمة حقيقتها - أدلتها نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 14
ومنهم من قال : إنّ العصمة هي القدرة على الطاعة ، وعدم القدرة على المعصية ، وهو قول أبي الحسن البصري . وأمّا الآخرون الذين لم يسلبوا القدرة : فمنهم من فسّرها : بأنّه الأَمر الذي يفعله الله تعالى بالعبد من الأَلطاف المُقرِّبة إلى الطاعات ، التي يعلم معها انّه لا يقدم على المعصية ، بشرط أن لا ينتهي ذلك الأَمر إلى الاِلجاء . ومنهم من فسّرها : بأنّها ملكة نفسانية لا يصدر عن صاحبها معها المعاصي . وآخرون قالوا : العصمة لطفٌ يفعله الله لصاحبها ، لا يكون معه داعٍ إلى ترك الطاعات ، وارتكاب المعصية . وأسباب هذا اللّطف أمور أربعة : أحدها : أن يكون لنفسه ، أو لبدنه خاصيّة ، تقتضي ملكةً مانعةً من الفجور ، وهذه الملكة مغايرة للفعل . الثاني : أن يحصل له علم بمثالب المعاصي ، ومناقب الطاعات . الثالث : تأكيد هذه العلوم بتتابع الوحي ، أو الالهام من الله تعالى . الرابع : مؤاخذته على ترك الأَولى ، بحيث يعلم انّه لا يُترك مهملاً ؛ بل يُضيَّقُ عليه الأَمر في غير الواجب من الأمور الحسنة . فإذا اجتمعت هذه الأمور كان الاِنسان معصوماً ) [1] .