نام کتاب : العصمة حقيقتها - أدلتها نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 110
وأرقّه ، ثمّ رجع تارة أُخرى للنساء فأكمل خطابه معهنّ . وهذا من ألطف البيان وأخصره فهو بجملة اعتراضية أراد أن يوضّح كلّ هذا بأتم بيان وأكمله . فبناءً على هذا نرى أن ما ذكره بعضهم من أنّ هذا الانتقال لوجهٍ أول مفاده ( تعريفهنّ على جماعة بلغوا في التورّع والتقى الذروة العليا ، وفي الطهارة عن الرذائل والمساوئ القمة ، وبذلك استحقوا أن يكونوا أسوة في الحياة ، وقدوة في مجال العمل فيلزم عليهنّ أن يقتدين بهم ، ويستضيئن بضوئهم ) [1][2] . هذا لا تساعد عليه الدقة العربية في التعبير ، لا بلاغة ولا فصاحة ، فالكلام قد ورد على وجه الحصر الشديد ، والخطاب لأَهل البيت عليهم السلام أنفسهم فأين كلُّ ذلك الكلام الذي ورد . نعم نوافقه بالوجه الثاني وقد ذكر هنا كوجهٍ أول . وعلى هذا : ( قد ثبتت عصمة أهل البيت عليهم السلام بالوحي العزيز المُتّفق على روايته من الخاص والعام ، وما كان كذلك صحّ التمسك به ، والاستدلال يوضّح ذلك ، ويزيده إيضاحاً وبياناً ما ذكره أحمد بن فارس اللغوي في كتاب - المجمل في اللغة - قال : الطهر خلاف الدنس ، والتطهير هو التنزّه عن الإِثم وعن كلّ قبيح . وهذا معنى العصمة ، لاَنّ المعصوم هو الذي لا يواقع إثماً ولا قبيحاً ،
[1] كذا في المصدر ، والصواب : ويستضئن بضوئهم . [2] مفاهيم القرآن / الشيخ جعفر السبحاني 5 : 305 ، سنة 1407 ه .
110
نام کتاب : العصمة حقيقتها - أدلتها نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 110