نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 97
حرب صفين : عزل الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أغلب ولاة عثمان بن عفان ، وحينما أشار عليه المغيرة بن شعبة بإبقاء معاوية قال ( عليه السلام ) : ( لا أداهن في ديني ، ولا أعطي الدنية في أمري ) ( 1 ) ، فكان يرى إبقاء معاوية في ولايته مداهنة في الدين ، ولذا عزله بعد أن يئس من رجوعه إلى الطاعة . وقد كتب إليه عدة كتب يدعوه فيها إلى الطاعة ، ويبين له غيه ومساوئه ، جاء في أحدها قوله ( عليه السلام ) : ( وأرديت جيلا من الناس كثيرا ، خدعتهم بغيك ، وألقيتهم في موج بحرك ، تغشاهم الظلمات ، وتتلاطم بهم الشبهات ، فجاوزوا عن وجهتهم ، ونكصوا على أعقابهم . . فاتق الله يا معاوية في نفسك ، وجاذب الشيطان قيادك . . ) ( 2 ) . وكتب ( عليه السلام ) إليه أيضا : ( فسبحان الله ! ما أشد لزومك للأهواء المبتدعة . . . فإما إكثارك الحجاج على عثمان وقتلته ، فإنك إنما نصرت عثمان حيث كان النصر لك ، وخذلته حيث كان النصر له ) ( 3 ) ، فقد بين له أنه اتخذ دم عثمان وسيلة لينتصر بها ، حيث إنه لم ينصره في حياته . وحينما أراد معاوية استمالة عمرو بن العاص إلى جانبه استشار الأخير ابنيه عبد الله ومحمدا ، فقال له عبد الله : ( . . فإنك إنما تفسد دينك بدنيا يسيرة تصيبها مع معاوية فتضجعان غدا في النار ) ، وقال ابنه محمد : ( بادر هذا الأمر ) وقال له مولاه وردان : ( اعترضت الدنيا والآخرة على قلبك ، فقلت : علي معه آخرة بلا دنيا ، ومعاوية معه دنيا بلا آخرة ، وليس في
1 ) الكامل في التاريخ 3 : 197 . 2 ) نهج البلاغة : 406 الكتاب 31 . 3 ) نهج البلاغة : 410 الكتاب 37 .
97
نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 97