نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 88
ويوما شيطان . . من يكون للناس يوم تكون شيطانا ؟ ومن يكون يوم تغضب ؟ ) ثم أقبل على طلحة - وكان له مبغضا - فقال له : أقول أم أسكت ؟ قال : ( قل ، فإنك لا تقول من الخير شيئا ) فقال عمر : ( أما إني أعرفك منذ أصيبت أصبعك يوم أحد والبأو - أي الكبر - الذي حدث لك ، ولقد مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ساخطا عليك بالكلمة التي قلتها يوم أنزلت آية الحجاب ) ( 1 ) . وأوصى عمر صهيب الرومي بقتل كل من يصر على مخالفة الاجماع في الشورى المتكونة من الستة ، وقال له : ( . . فإن اجتمع خمسة ورضوا رجلا وأبى واحد فاشدخ رأسه - أو اضرب رأسه بالسيف - وإن اتفق أربعة فرضوا رجلا منهم وأبى اثنان ، فاضرب رؤوسهما ، فإن رضي ثلاثة رجلا منهم وثلاثة رجلا منهم . . فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف ، واقتلوا الباقين إن رغبوا عما اجتمع عليه الناس ) ( 2 ) . وفي اجتماع الشورى قال علي بن أبي طالب لعبد الرحمن بن عوف : ( أعطني موثقا لتؤثرن الحق ولا تتبع الهوى ، ولا تخص ذا رحم . . ) ، لكن عبد الرحمن اتبع الهوى ومال إلى عثمان ، ففي أمر الشورى يقول الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الخطبة الشقشقية : ( فصبرت على طول المدة ، وشدة المحنة ، حتى إذا مضى لسبيله ، جعلها في جماعة زعم أني أحدهم ، فيا لله وللشورى متى اعترض الريب في مع الأول منهم ، حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر ! لكني أسففت إذ أسفوا ، وطرت إذ طاروا ، فصغا رجل منهم
1 ) شرح نهج البلاغة 1 : 185 - 186 . 2 ) تاريخ الطبري 4 : 229 .
88
نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 88