نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 82
الراد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( 1 ) . ويرى ابن أبي الحديد أن الحديث المذكور : ( اتفق المحدثون كافة على روايته ) ( 2 ) . ويفهم من الروايات أن الذين اتهموا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالهجر وجها لوجه أو الذين أيدوا قول عمر بن الخطاب هم من كبار الصحابة ومن الذين صاحبوه فترة طويلة ، ومنهم آباء زوجاته والمقربون إليه ، وهذا القول ينسجم مع الأعراف من أن الذين يحضرون الميت هم من هذا الصنف دون بقية الصحابة الذين لم يصحبوه إلا أياما أو ساعات معدودة ، إضافة إلى ذلك أن موته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان في المدينة ويستبعد أن يكون الأعراب أو الذين ارتدوا بعد وفاته كانوا من ضمن الحاضرين . ويفهم أيضا من الرواية أن جل الصحابة كانوا متخلفين عن بعث أسامة وخصوصا الصحابي عمر بن الخطاب . ومخالفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واتهامه بالهجر لم يكن في قضية هامشية أو سطحية ، وإنما كان في أهم القضايا التي فيها النجاة من الضلالة الأبدية . وهكذا ، فقد تمكنا من خلال هذه القضايا من معرفة حقيقة أمر أولئك الصحابة الذين رافقوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في بدء دعوته وفي قلوبهم مرض كما في القرآن الكريم . فدراسة التاريخ والنظر في سير الأحداث من أحسن الطرق لمعرفة
1 ) صحيح البخاري 1 : 39 . وصحيح مسلم 3 : 1259 . والملل والنحل 1 : 29 . 2 ) شرح نهج البلاغة 6 : 51 .
82
نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 82