نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 71
بعدك ) ( 1 ) . والرواية واضحة الدلالة في أن هؤلاء الأصحاب كانوا معروفين في الناس بالاستقامة في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولكنهم انحرفوا من بعده . وفي رواية أخرى أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( ليردن على الحوض رجال مما صحبني ورآني ، حتى إذا رفعوا إلي ورأيتهم اختلجوا دوني ، فلأقولن : رب أصحابي أصحابي ! فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) ( 2 ) . وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( إنكم محشورون إلى الله تعالى . . . ثم يؤخذ بقوم منكم ذات الشمال ، فأقول : يا رب أصحابي ! فيقال لي : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، لم يزالوا مرتدين على أعقابهم مذ فارقتهم ، فأقول كما قال العبد الصالح : * ( وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد * إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) * ) ( 3 ) . والعذاب المذكور في الآية قرينة على ارتكاب الذنب والاتصاف بالفسق والخروج عن العدالة والاستقامة ، وإلا لا موجب لعذاب العادل النزيه . ومن خلال تتبع الروايات نجد أن الانحراف عن نهج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والابتعاد عن المفاهيم والقيم الإسلامية المعبر عنه بالارتداد والرجوع
1 ) مسند أحمد 2 : 35 . وبنحوه في صحيح مسلم 4 : 180 . 2 ) مسند أحمد 6 : 33 . وبنحوه في صحيح البخاري 8 : 148 و 9 : 58 . 3 ) مسند أحمد 1 : 389 . وبنحوه في : صحيح البخاري 6 : 69 - 70 ، 122 . والآية من سورة المائدة 5 : 117 - 118 .
71
نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 71