نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 5
بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المركز الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، وبعد : فإنه ما زال الكثير من قضايا الفكر والتاريخ يقرأ وفق إسقاطات الذات والمواقف المسبقة ، بعيدا عن قوانين النقد العلمي وموازين البحث الموضوعي وضوابطه . وبالرغم من أننا جميعا - كمسلمين - نؤمن بقوله تعالى : * ( فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) * ونعلم أن الرد إلى الله هو الرجوع إلى كتابه الكريم ، والرد إلى الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هما الرجوع إلى سنته الشريفة ، بالرغم من ذلك فإننا في غالب البحوث من هذا النوع نلاحظ غلبة الأسلوب الانتقائي الخاضع لهيمنة الذات والمواقف المسبقة نفسها ، إذ يذهب أكثر الباحثين إلى انتقاء النصوص التي يمكنه أن يسند فيها موقفه ورأيه ، دون النظر إلى النصوص الأخرى المشتركة في الموضوع نفسه ، والتي تشكل مع النصوص السابقة الصورة المتكاملة للموضوع . فالذي اتخذ موقفا مؤيدا للسلطان - مثلا - ويحرم الخروج عليه وإن كان ذلك السلطان جائرا وفاسقا ، تراه يذهب إلى الإحتجاج بالحديث الشريف الذي يقول : ( من فرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان ) ، ونظائر هذا ، دون أن يلتفت إلى الأحاديث الأخرى ، من قبيل قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه ، فقتله ) وأمثاله التي جاءت لتبين مفاد الأحاديث الأولى وترسم حدودها . والذي يذهب إلى القول بالتجسيم تراه يقتصر على متشابه القرآن والسنة الذي يفيد ظاهره بعض معاني التجسيم ، دون الالتفات إلى المحكم الذي يوجه تلك الظواهر ويصرفها من الحقيقة إلى المجاز .
5
نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 5