نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 45
مقابل ذلك ( 1 ) . فأين الدعاء بالمغفرة ، والدعاء برفع الغل والعداوة ؟ وهل يصح الاجتهاد في سب المهاجرين الأوائل المنزهة قلوبهم من أي مرض ؟ ! وقد اعترف مروان بن الحكم بأن سب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) لا مبرر له إلا الحفاظ على كرسي الحكم بعد أن أثبت براءته من دم عثمان ، حيث جاء في قوله للإمام علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : ( ما كان أحد أكف عن صاحبنا من صاحبكم ) فقال ( عليه السلام ) : ( فلم تشتمونه على المنابر ؟ ) قال مروان : ( لا يستقيم لنا الأمر إلا بذلك ) ( 2 ) . فمن بدل الدعاء بالغفران ورفع الغل بالشتم والقتال ، لا يكون مصداقا للآيات المتقدمة . وخلاصة ما تقدم أن الآيات النازلة بحق الصحابة والثناء عليهم ، لم تكن شاملة لجميع الأفراد ، فبعضها ناظر إلى المجموع بما هو مجموع دون السراية إلى الأفراد ، وبعضها مختص بطائفة منهم وضمن مواصفات خاصة ، وبعضها مشروط بشروط معينة ، وبعضها مشروط بحسن العاقبة .
1 ) شرح ابن أبي الحديد 4 : 63 . 2 ) شرح ابن أبي الحديد 13 : 220 . وبنحوه في أنساب الأشراف 2 : 184 .
45
نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 45