نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 39
وتابعه ابن حجر العسقلاني مستشهدا برأيه ( 1 ) ، ولهذا ادعوا عدالة جميع الصحابة كما هو المشهور في تعريفهم للصحابي . وهذا الادعاء غير صحيح ، فرضوان الله وسكينته مختصة بالمبايعين الموصوفين بما ذكرناه فقط ، أما غيرهم فخارج عن ذلك ، ولأن سبب البيعة هو وصول الخبر بمقتل عثمان من قبل المشركين بعد أن أرسله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مبعوثا عنه إلى قريش ، فدعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى البيعة على قتال المشركين ( 2 ) ، وهؤلاء المشركون هم الذين أسلموا فيما بعد وأصبحوا من الصحابة ، فكيف يشملهم رضوان الله وسكينته ، وهم السبب الأساسي في الدعوة إلى البيعة ، فكيف يعقل أن يكون رضوان الله شاملا للمبايعين وللمراد قتالهم في آن واحد ؟ ! وإضافة إلى ذلك فإن الأجر المترتب على البيعة موقوف على الوفاء بالعهد ، كما جاء في الآية الكريمة : * ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ) * ( 3 ) ، فرضوان الله وسكينته مشروطة بالوفاء بالعهد وعدم نكثه ( 4 ) . وكل ذلك مشروط بحسن العاقبة كما في رواية البراء بن عازب المتقدمة ، ولم تمض على البيعة إلا أيام معدودة حتى عقد رسول
1 ) الكفاية في علم الرواية : 46 . والإصابة 1 : 6 - 7 . 2 ) السيرة النبوية ، لابن هشام 3 : 330 . 3 ) سورة الفتح 48 : 10 . 4 ) الكشاف 3 : 543 . ومجمع البيان 5 : 113 . وتفسير القرآن العظيم 4 : 199 .
39
نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 39