نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 37
الذين عاصروا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وإن أسلموا فيما بعد ، أو ارتدوا ثم عادوا إلى الإسلام ، حسب تعريفهم للصحابة ، وبهذا الرضوان كانوا عدولا ( 1 ) . وهذا الاستدلال خلاف للواقع ، فالآية مختصة بالمهاجرين والأنصار الذين سبقوا غيرهم في الهجرة والنصرة ، من غير " الذين في قلوبهم مرض " و " المنافقين " أما التبعية لهم فمشروطة بالإحسان ، سواء فسر بإحسان القول فيهم كما ذهب الفخر الرازي ( 2 ) ، أو حال كونهم محسنين في أفعالهم وأقوالهم ، كما قال المراغي : ( فإذا اتبعوهم في ظاهر الإسلام كانوا منافقين مسيئين غير محسنين ، وإذا اتبعوهم محسنين في بعض أعمالهم ومسيئين في بعض كانوا مذنبين ) ( 3 ) . فمن لم يحسن القول فيهم أو من لا يتبعهم بإحسان لا يكون مستحقا لرضوان الله تعالى ، فمن أمر بشتم الإمام علي ( عليه السلام ) وذمه لا تشمله الآية ، فقد جاء في وصية معاوية للمغيرة بن شعبة : ( لا تترك شتم علي وذمه ) ، فكان المغيرة ( لا يدع شتم علي والوقوع فيه ) ( 4 ) . فكيف يدعون رضوان الله عنهم وقد خالفوا شرطه في الاتباع بإحسان ، وخرجوا على أول المؤمنين ووصي رسول رب العالمين ، أو من استقرت له الخلافة ببيعة أهل الحل والعقد حسب رأيهم ، وسفكوا في هذا الخروج دماء السابقين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان
1 ) الكفاية في علم الرواية : 46 . والإصابة 1 : 6 . وشرح الكوكب المنير 2 : 472 . 2 ) التفسير الكبير 16 : 172 . 3 ) تفسير المراغي 11 : 11 . 4 ) الكامل في التاريخ 3 : 472 .
37
نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 37