نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 26
فالآية الكريمة ناظرة إلى مجموع الأمة ، أما الأفراد فقد وضع ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مقياسا لاتصافهم بالخيرية كما جاء في قوله . وفي حجة حجها عمر بن الخطاب رأى من الناس دعة ، فقرأ هذه الآية ، ثم قال : ( من سره أن يكون من هذه الأمة فليؤد شرط الله فيها ) ( 1 ) . وذهب أحمد مصطفى المراغي إلى أن الخيرية مختصة بمن نزلت فيهم الآية في حينها ، ثم وسع المفهوم مشروطا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فقال : ( . . . أنتم خير أمة في الوجود الآن ، لأنكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون إيمانا صادقا يظهر أثره في نفوسكم . . . وهذا الوصف يصدق على الذين خوطبوا به أولا ، وهم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأصحابه الذين كانوا معه وقت التنزيل . . . وما فتئت هذه الأمة خير الأمم حتى تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) ( 2 ) . وأضاف محمد رشيد رضا : الإعتصام بحبل الله ، وعدم التفرق ، إلى شرط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال : ( شهادة من الله تعالى للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومن اتبعه من المؤمنين الصادقين إلى زمن نزولها بأنها خير أمة أخرجت للناس بتلك المزايا الثلاث ، ومن اتبعهم فيها كان له حكمهم لا محالة ، ولكن هذه الخيرية لا يستحقها من ليس لهم من الإسلام واتباع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلا الدعوى وجعل الدين جنسية لهم ، بل لا يستحقها من أقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان وحج البيت الحرام والتزم الحلال واجتنب الحرام مع الإخلاص الذي هو روح الإسلام ، إلا بعد القيام بالأمر
1 ) تفسير القرآن العظيم ، لابن كثير 1 : 404 . 2 ) تفسير المراغي ، لأحمد مصطفى المراغي 4 : 29 .
26
نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 26