نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 128
فالصحابة وإن انحرف بعضهم وفسق في ممارساته العملية إلا أن صفة الإسلام لا تسلب منه ما دام يشهد الشهادتين . والرأي المعتدل الذي ذكرناه آنفا ، تسالم عليه بل أجمع عليه علماء وفقهاء ومتكلمو الشيعة ، وهو الرأي الموافق للقرآن ، والموافق للسنة - كما تقدم في حديث الحوض - وأحاديث أخرى ، والموافق لسيرة الصحابة حيث كذب بعضهم بعضا ، وقاتل بعضهم بعضا ، ونسب بعضهم الفسق إلى البعض الآخر . وعدالة جميع الصحابة لم تذكر على لسان أي صحابي ، ولم يحتج بها أحد من الصحابة في خضم الأحداث والوقائع ، ففي جواب عائشة لخالد ابن الواشمة حينما قال فيهم : ( لا يجمعهم الله في الجنة أبدا ) . قالت : ( أو لا تدري أن رحمة الله واسعة وهو على كل شئ قدير ) ( 1 ) فلم تحتج عليه بالعدالة ، وإنما أرجأتهم إلى رحمة الله تعالى . وهذا الرأي المعتدل لم يكن من مختصات الشيعة وحدهم ، ولم ينفردوا به ، بل تابعهم عليه جمع غفير من علماء وفقهاء العامة وصرحوا بأن الصحابة غير معصومين ، ففيهم العدول وغير العدول ، ومن القائلين بهذا : سعد الدين التفتازاني ، والمارزي ، وابن العماد الحنبلي ، والشوكاني وآخرون ( 2 ) . ومن المتأخرين محمد عبده ، ومحمد بن عقيل العلوي ، ومحمد رشيد رضا ، والمقبلي ، وسيد قطب ، ومحمد الغزالي ، ومحمود أبو رية وآخرون .
1 ) السنن الكبرى ، للبيهقي 8 : 174 . 2 ) الإمامة في أهم الكتب الكلامية : 465 .
128
نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 128