نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 125
والبغي أشد صور البغض ، وحديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حول عمار بن ياسر - كما تقدم - واضح الدلالة في أنه سيقتل من قبل الفئة الباغية الناكبة عن الطريق ، وقد ألقيت الحجة على معاوية وابن العاص ، وهي واضحة لا لبس فيها ولا غموض ، كما جاء في الرواية التالية : ( وقد كان ذو الكلاع سمع عمرو بن العاص يقول : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعمار بن ياسر : ( تقتلك الفئة الباغية . . . ) فكان ذو الكلاع يقول لعمرو : ما هذا ويحك يا عمرو ؟ فيقول عمرو : إنه سيرجع إلينا ، فقتل ذو الكلاع قبل عمار مع معاوية ، وأصيب عمار بعده مع الإمام علي ( عليه السلام ) ، فقال عمرو لمعاوية : ما أدري بقتل أيهما أنا أشد فرحا . . . والله لو بقي ذو الكلاع بعد قتل عمار لمال بعامة أهل الشام إلى علي ) ( 1 ) . وهذه الرواية تبين لنا أن الحق واضح حتى عند معاوية وابن العاص ، فلا مجال للاجتهاد بعد وضوح الحجة . رابعا : الاعتراف ببطلان الموقف : اعترف عمرو بن العاص ببطلان موقفه من الإمام علي ( عليه السلام ) ، كما ظهر في كلامه مع معاوية حيث قال له : ( أما والله إن قاتلنا معك نطلب بدم الخليفة فإن في النفس من ذلك ما فيها ، حيث نقاتل من تعلم سابقته وفضله وقرابته ، ولكن إنما أردنا هذه الدنيا ) ( 2 ) . واستشار ابن العاص ولديه ، فأشار عليه عبد الله بعدم الالتحاق بمعاوية ، وأشار عليه محمد بالالتحاق ، فقال ابن العاص : ( أما أنت
1 ) الكامل في التاريخ 3 : 311 . 2 ) تاريخ الطبري 4 : 561 . والكامل في التاريخ 3 : 276 .
125
نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 125