نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 119
بأن ما ارتكبوه قد صدر منهم عن اجتهاد وتأويل ، ومن ذلك بغي معاوية وعمرو بن العاص على الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وما رافق ذلك البغي من سفك الدماء وقتل خيرة الصحابة كعمار وخزيمة بن ثابت وحجر بن عدي وآخرين . قال ابن حجر : ( وفئة معاوية وإن كانت هي الباغية ، لكنه بغي لا فسق به ، لأنه صدر عن تأويل يعذر به أصحابه ) ( 1 ) . ولم يكتف القائلون بالتأويل بذلك ، فترقى بهم الحال ليدعوا أن للبغاة أجرا على بغيهم : قال ابن كثير : ( . . . لأنهم وإن كانوا بغاة في نفس الأمر ، فإنهم كانوا مجتهدين فيما تعاطوه من القتال ، وليس كل مجتهد مصيبا ، بل المصيب له أجران ، والمخطئ له أجر ) ( 2 ) . وقال ابن حزم : ( وعمار ( رضي الله عنه ) قتله أبو العادية يسار بن سبع السلمي ، وقد شهد بيعة الرضوان ، فهو من شهداء الله له بأنه علم ما في قلبه وأنزل السكينة عليه ورضي عنه ، فأبو العادية . . . متأول مجتهد مخطئ فيه باغ عليه مأجورا أجرا واحدا ) ( 3 ) . وذكر ابن حجر الرواية المشهورة عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في قوله لعمار بن ياسر : ( تقتلك الفئة الباغية ) وأردفها بالقول : ( إخبار من الصادق المصدق ( رضي الله عنه ) أن معاوية باغ على علي ، وأن عليا هو الخليفة الحق ) .
1 ) الصواعق المحرقة : 328 . 2 ) السيرة النبوية ، لابن كثير 2 : 308 . 3 ) الفصل في الأهواء والملل والنحل 4 : 161 .
119
نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 119