responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 81


نظير في الآيات ، و على كلّ حال ، فالآية تقيّد بعدّة قيود ، فلا مسرح لتوهُّم الإطلاق .
الموالاة والبراءة و أمّا قوله تعالى :
( والّذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الّذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للّذين آمنوا إنّك رؤوف رحيم ) ( 1 ) فالآية تقيّد الاستغفار لمن سبق بالإيمان ، لا لمن سبق بظاهر الإسلام ، وتنفي الغلّ عن الّذين آمنوا . أمّا قوله تعالى :
( ما كان للنبيّ والّذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أُولي قربى من بعدما تبيّن لهم أنّهم أصحاب الجحيم * وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلاّ عن موعدة وعدها إيّاه فلمّا تبيّن له أنّه عدوٌّ لله تبرّأ منه إنّ إبراهيم لأَوّاه حليم ) ( 2 ) ، فقد عُلّل النهي عن الاستغفار لمن يكون من أصحاب الجحيم عدوّاً لله العزيز .
و قد بيّنت سور القرآن العديدة المتقدّمة أنّ العديد ممّن صحب النبيّ الصادق الأمين ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولقيه كان من فئات المنافقين ، أو الّذين في قلوبهم مرض ، أو الماردين على النفاق ، أو الّذين يلمزون المؤمنين ، أو الّذين يؤذون النبيّ ، أو المعوِّقين عن القتال ، أو المتخلّفين ، أو غيرهم من النماذج السيّئة ، وتوعّدهم الله تعالى بالعذاب واللعن ، وأنّ الكافرين سواء في العاقبة .
فمع كون الاستغفار من المؤمنين محرّم لهذه الفئات التي صحبت النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فكيف يتوهّم شمول الاستغفار والحبّ لكلّ مكّي ونحوه أسلم في الظاهر وانتقل إلى المدينة ولكلّ مدنيّ أسلم في الظاهر ؟ ! وقد عرفت أنّ سورة المدّثّر - رابع سورة نزلت - وسورتَي العنكبوت والنحل المكّيّات ، قد تتبّعت وجود فئة محترفة للنفاق منذ أوائل البعثة ،


1 . الحشر / 10 . 2 . التوبة / 113 و 114 .

81

نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست