نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 432
الثانية : عصيان أهل البلاد المفتوحة ; وتجلّى ذلك في قيام الموالي بقتل الخليفة الثاني بعد أن رأوا أنّهم قد خُدعوا بأمل المساواة والعدالة في ظلّ دين الإسلام ; إذ وجدوا أنّ نظام السقيفة يستحقرهم ويعدّهم مواطنون في الدين من الدرجات الدانية ، ومن ثمّ بدأت تظهر الحركات والمسارات الشعوبية منادية بإحياء النزعة القومية والعرف العِرقي مقابل العِرق العربي ، فكأنّهم انطبع لديهم أنّ الدين الإسلامي وسيلة اتّخذها العرب للسيادة على الشعوب والقوميات الأُخرى ، وهذا الملف الشعوبي طويل الذيل لا يكاد يخلو منه كتاب تاريخ أو كتاب تراجم رجال . وهكذا الحال بالنسبة لأهل مصر والعراق ; إذ ثاروا على الخليفة الثالث فقتلوه عندما شاهدوا استئثار عشيرته بالمال ، وعيثهم بمقدّسات الدين . بينما نرى أنّ مَن اغتال عليّ ( عليه السلام ) ليس من أهل البلاد المفتوحة ، بل هو من أصحاب الانحراف الفكري الشذوذي من المسلمين ، وهم الخوارج ، أي أصحاب نظرية فكرية ممسوخة عن ثوابت الدين الحنيف . أمّا الأوّل فذُكر أنّه سُمّ ، وقيل : لعلّه لتقاطع المصالح بين جماعة السقيفة بين بعضهم البعض ، ولا مجال لذكر مؤشّرات ذلك في المقام . الثالثة : دخول الروم وأوربا عموماً في الدين المسيحي بعد أن كانوا و ثنيّين في القرن الثاني الهجري ، كما تذكر المصادر التاريخية وهذه حادثة مرّة على كلّ مسلم و مؤمن . فأين ذهب نور الدين القويم ، وأين ذهبت جاذبية مبادئه العالية ؟ ! و أين هو نور جاذبية سيرة الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ ! وأين هي ظاهرة : ( ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً ) ( 1 ) ؟ ! و أين هو الوعد الإلهي : ( ليُظْهِرَه على الدين كلّه ولو كرِهَ المشركون ) ( 2 ) ؟ ! و الغريب أنّ الجانب والعامل المؤثّر لدخول البلدان الأُوروبية في الديانة
1 . النصر / 2 . 2 . الصفّ / 9 .
432
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 432