نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 429
وننتهي في الفتوحات إلى هذه النقطة : وهي أنّ عقدة الملل الأُخرى - لا سيّما الغربيّين - النفسية والذهنية تجاه الدين الإسلامي ، وعدم إقبالهم عليه ، وعدم البحث عن حلّ لمشاكلهم من منظار ديننا - وإن كان له أسباب متعدّدة صاغها أعداء الإسلام والمسلمين - مضافاً إلى النفسية العدوانية ، والعقلية الاستعلائية التي تصعّر بخدّهم ; إلاّ إنّ شطراً مهمّاً من تلك الأسباب هي ممارسات المسلمين أنفسهم ، وبالخصوص والتحديد هي رواسب الممارسات التي وقعت في فتوحات البلدان . . فإنّ سلبيّات كيفية الأداء في هذه الفتوحات وما رافقها من تجاوز للموازين الدينية المقرّرة ، التي تحافظ على روح خُلق الشريعة ، فإنّ الحفظ لحدود الله تعالى في باب الجهاد وغيره هو الكفيل الأمثل لدخول الناس أفواجاً في دين الله تعالى ، والموجب لتحقّق الوعد الإلهي - الذي تأخّر إلى هذا اليوم - بإظهار الإسلام في كافّة أرجاء المعمورة . سياسات الخلفاء في بلدان الفتوح أمّا الثالث فلا نجد حاجة للإشارة إلى عبثه ولعبه ( 1 ) . و أمّا الثاني فقد كان جملة من ولاته مَن هم من الطلقاء ، كما تقدّم ، ومن ولاته أيضاً : عتبة بن أبي سفيان على الطائف ، وأبو هريرة على البحرين ، وعمرو بن العاص على مصر ، ومعاوية بن أبي سفيان على الشام . وكان من جملة ولاته أيضاً مَن هم من أصحاب السقيفة ، كسعد بن أبي وقّاص على الكوفة ، وأبو موسى الأشعري على البصرة ، وأبو عبيدة بن الجرّاح على موضع من الشام ، وخالد بن الوليد على موضع آخر لفترة . ولمّا رأى عمر استثراء ولاته قام بمشاطرة أموالهم ، فأخذ منهم النصف وأبقى لهم النصف ، فاعترض عليه أبو بكرة - وكان أحد ولاته - قال له : والله لأن كان هذا المال لله
1 . لاحظ : الغدير 8 / 97 - 300 .
429
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 429