responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 422


خلّدت أسماء نجوم الشهادة ، فلم تكن هناك تعبئة من القيادة السياسية أو العسكرية للجهاد بقدر ما كانت محاولة تدبير للحالة الاندفاعية الموجودة والحماس الملتهب .
سبب إخفاق الفتوح عن الوصول إلى الوعود الإلهيّة إنّ المحاولة في التدبير هي التي أضفت لوناً على الجهاد والفتوح ، وغيّرت من خلق وغايات هذا الباب ، وساهمت في تقليل حيوية عوامله ومعدّاته ، على نحو تدريجي ، بسبب الممارسات التي ارتكبت ، سواء بالإضافة إلى البلدان المفتوحة وأهاليها ، أو بالإضافة إلى الرموز الخاصّة من القيادات العسكرية وغيرها ، ممّن كانت تربطه بالسلطة علائق معينة ، وسواء على صعيد المال أو الأعراض أو النفوس . .
مضافاً إلى إنّ الانفتاح على الأقوام الأُخرى كان يتطلّب كفالة شرعية من مختلف الجوانب الروحية والعلمية والتربوية والقانونية والسياسية ، وغيرها من الجوانب التي لم تكن القيادة المركزية مؤهّلة لتلك المهمّة في ظلّ التحديد والحصار لدور الإمام عليّ ( عليه السلام ) ، حامل علم النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والقيّم الثاني المبيّن للدين ، والوزير لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في تأسيس الدعوة وتشييدها حتّى آخر لحظات حياة النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . .
بسبب كلّ هذا لم يُكتب للوعد الإلهي في قوله تعالى : ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ) ( 1 ) ، الذي تكرّر في ثلاث سور - وغيره من الوعود الإلهيّة ، كقوله تعالى : ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذِكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون ) ( 2 ) ، و وعده تعالى في قوله : ( ونريد أن نمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين ) ( 3 ) ، وقوله سبحانه : ( أمّن يجيب المضطرّ إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ) ( 4 ) - التحقّق في العاجل .


1 . التوبة / 32 ، و الفتح / 28 ، و الصفّ / 9 . 2 . الأنبياء / 105 . 3 . القصص / 5 . 4 . النمل / 62 .

422

نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 422
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست