responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 419


إنَّكم سترون بعدي أثره و أموراً تنكرونها . ( 1 ) إنّ الأجواء السائدة لدى المسلمين في عهود الفتوحات الأُولى ، وما كان لديهم من حماس ديني ملتهب ، ومن قوّة نظر وإشراف في مراقبة الحكم والحاكم ، بجانب عوامل أُخرى - نتعرّض لها كلّها - من إعداد وصنع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، كانت سبب النصر والظفر والفتوحات .
وبعبارة أُخرى : الخطّة المرسومة من القرآن الكريم والرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) للمسلمين ولوظيفة الحكم من بعده ، سواء على صعيد التقنين ، أو على صعيد البناء الروحي للمسلمين ، أو على صعيد البناء العسكري والقوّة الضاربة ، أو على صعيد الوحدة الاجتماعية المترابطة ، أو على صعيد بناء الدولة وأجهزة الحكم ; كانت تملي القيام بالجهاد وفتح البلدان . هذا كلّه بالإضافة إلى البريق النيّر الذي أوجده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن الدين الإسلامي في أسماع الملل والأقوام المختلفة ، من العدالة وكرائم الخلق في القانون والتنفيذ ، ونشدة الحقّ والنصفة . .
فإنّ نظرة تحليلية في الأُصول الاجتماعية والسياسية والقانونية التي كانت العرب تعيشها قبل البعثة النبويّة الشريفة مقارنة بالنظام الاجتماعي والسياسي والروحي والقانوني الذي بناه وأسّسه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، هذه النظرة والمقارنة كفيلة لفهم أنّ القيادة في الفتوحات بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم تكن تلعب ذلك الدور الخطير المؤثّر في الوصول إلى نتائج الفتوحات ، سواء القيادة السياسية ، أو القيادة العسكرية .
ويستطيع القارئ أن يلمس ذلك من بعض النصوص التاريخية أو الروائية التي ذكرناها آنفاً ، فضلا عمّا لو تتبّع واستقصى ذلك بنفسه من خلال كتب السير والتاريخ والحديث ; فإنّ سرّ الفوز بتلك النتائج يكمن في عظمة النظام الذي بنى صرحه النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على الأصعدة المختلفة . و قد أشار إلى ذلك عدّة من الباحثين في حقل العلوم


1 . صحيح البخاري 9 / 84 ح 4 كتاب الفتن ب 2 .

419

نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 419
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست