نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 389
نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ، والفتوح لابن أعثم الكوفي ، وغيرها من الكتب . دوره ( عليه السلام ) في النظام الاقتصادي للفتوح و قد شاور عمر أصحاب رسول الله في سواد الكوفة فقال له بعضهم : تقسمها بيننا . فشاور عليّاً فقال : إنّ قسَمْتها اليوم لم يكن لمن يجيء بعدنا شيء ، ولكن تقرّها في أيديهم يعملونها فتكون لنا ولمَن بعدنا . فقال : وفّقك الله ! هذا الرأي ( 1 ) . وأنت ترى هذه السُنّة من عليّ ( عليه السلام ) ، لولاها لضاع نظام التوزيع والتقسيم في الفيء والأراضي . أخلاقيات الفتوحات وانتشار الدين و مع كلّ ما تقدّم من كون الفتوح الإسلامية عهد من الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ووصيّه حملها المسلمون ، وأنّ تفاصيلها الخطيرة المؤثّرة في الظفر والنصر كان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد أودعها عليّاً ( عليه السلام ) بتوسّط العلوم اللدنية التي ورّثها إيّاه : « علّمني رسول الله ألف باب يفتح من كلّ باب ألف باب » . . ومع كون أصل الفتوح انتشاراً لصورة الدين في أرجاء المعمورة إلى الحدود الجغرافية التي انتهت إليها الفتوح ، إلاّ أنّ الممارسات التي اعتمدتها خلافة الشيخين - فضلا عن العيث والعبث والخضم الذي مارسه الثالث ، وفضلا عمّا فعله بني أُمية وبني العبّاس - في كيفية فتوح البلدان ، وما تلاها من كيفية إقامة نظام الحكم فيها ، حالت دون مواصلة انتشار الإسلام إلى غيرها من البلدان ، وإلى باقي أرجاء المعمورة . وكان هذان البعدان وهاتان السياستان حائلا أمام وصول الإسلام لشعوب الأرض كافّة وتحقّق الوعد الإلهي : ( ليظهره على الدين كلّه ) ، وسدّاً كثيفاً مانعاً من نفوذ شعاع
1 . تاريخ اليعقوبي 2 / 151 - 152 .
389
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 389