نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 387
يصرّح بوجود الروايات المفصّلة للأحداث ( 1 ) ، ولكنّه لم يأت بمتنها بل بشيء من ألفاط صدرها وذيلها باقتضاب شديد ، مع أنّه روى أنّ الفتح فيها هو : فتح الفتوح ، ورغم ذلك فهو يوجز الحديث عنها ويعرض عن ذكر ما ورد من روايات بشأنها . . ولكن من بعض قصاصات فتوح البلدان للبلاذري ، وأُخرى من كتاب أخبار أصبهان ( 2 ) للحافظ الأصبهاني ( ت 430 ه - ) ، وثالثة من كتاب الكامل ( 3 ) لابن الأثير ، وغيرها من المصادر ، ومن مجموع كلّ تلك القصاصات يقف الباحث على صدق الحقيقة عند ابن أعثم الكوفي في كتابه الفتوح ، وأنّ كلّ ما ذكره له جذور في ما كتبوه ، واعترفوا ببعض خيوط الحدث . فعلى الأُمّة الإسلامية السلام إن كان باحثوها ينساقون وراء ظاهر ما كتبه هؤلاء المؤرّخون ممّن كانت له نزعات أُموية أو عبّاسية أو سقيفية ; إذ لا تجري على لسانه ولا على قلمه أي حقيقة تاريخية تتّصل بعليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ولا يقرّ بحقيقة ما كان عليه الشيخان من تشتّت الأمر في التدبير ، إلاّ ما تداركه عليّ ( عليه السلام ) بالمشورة عليهما ، واشتداد الفتن بسبب استخلاف أبي بكر ، ونشوب الظواهر المنتكسة عن هدي الدين الحنيف ، التي زُرعت في المسلمين ثمّ تورّمت وانفجرت في عهد عثمان ، فجاء عليّ ( عليه السلام ) إلى سدّة الحكم والقيح والقروح منتشرة في جسم الأُمّة . الملاحم التي أنبأ ( عليه السلام ) بها ودورها في الفتوح و ذكر ابن أعثم في الفتوح : إنّ أبا موسى أراد التقدّم إلى بلاد خراسان بعد فتح المسلمين بلدان فارس وكرمان ، فنهاه عمر عن ذلك وقال : ما لنا ولخراسان ومالخراسان ولنا ، ولوددت أنّ بيننا وبين خراسان جبالا من حديد وبحاراً وألف سدّ ، كلّ سدّ مثل
1 . فتوح البلدان 2 / 373 . 2 . أخبار أصبهان 1 / 19 - 20 . 3 . الكامل في التاريخ - لابن الأثير - 3 / 8 .
387
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 387