نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 279
يا هشام ! ثمّ مدح القلّة فقال : ( وقليلٌ من عبادي الشكور ) ( 1 ) ، وقال : ( وقليلٌ ما هم ) ( 2 ) ، وقال : ( وقال رجلٌ مؤمنٌ من آل فرعونَ يكتُمُ إيمانَهُ أتقتلونَ رجلا أن يقولَ ربّيَ الله ) ( 3 ) ، وقال : ( ومَن آمنَ وما آمنَ معهُ إلاّ قليل ) ( 4 ) ، وقال : ( ولكنّ أكثَرَهُم لا يعلمون ) ( 5 ) ، وقال : ( وأكثَرُهُم لا يعقلون ) ( 6 ) ، و قال : ( أكثَرَهُم لا يشكرون ) ( 7 ) . . الحديث ( 8 ) . و لا يخفى أنّ الروايات في صدد بيان ضوابط وموازين البصيرة الحقّة وتمييزها عن الباطل ، لا في مقام ترك المسؤولية تجاه الأكثرية والقيام بواجب هدايتهم وإرشادهم ، والعناية بأُمورهم بالإصلاح وتقويم العوج وإزالة الفساد ، بل هي في مقام بيان أنّ الاعتداد بشأن موازين منطق التفكير التي هي موازين العلم والعقل والفطرة والسُنّة غير المحرّفة لا يكون بالمنطق الأكثري بل بالقيم والمبادئ التي تتضمّن هذه الموازين . روى في مستطرفات السرائر بسنده عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ، قال : قال لي : أبلغ خيراً وقل خيراً ولا تكوننّ إمّعَة . قلت : وما الإمّعة ؟ قال : لا تقل أنا مع الناس وأنا كواحد من الناس ; إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : يا أيّها الناس ! إنّما هما نجدان : نجد الخير ، ونجد الشرّ ، فلا يكن نجد الشرّ أحبّ إليكم من نجد الخير ( 9 ) . و الإمّعة : الذي لا رأي له ، فهو يتابع كلّ أحد على رأيه ، والذي يقول لكلّ أحد : أنا