نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 167
أحزاباً ، ما تتعلّقون من الإسلام إلاّ باسمه ، ولا تعرفون من الإيمان إلاّ رسمه ( 1 ) . فقد جعل ( عليه السلام ) المدار في الهجرة هو : السير والانتقال مع ولاية وليّ الله تعالى ، وهو الإمام من أهل البيت ( عليهم السلام ) ، والإعراض عنه تعرّب ; فبالموالاة والنصرة يقع عنوان الهجرة ، وبالتحزّب والتفرّق عن الموالاة يقع عنوان التعرّب ، وكلامه ( عليه السلام ) يقضي بأنّ عنوان الهجرة وصف قابل للزوال عن الشخص ، وهذا اللازم قهري بعد عدم كون الهجرة سفر وانتقال من مكان إلى مكان آخر . فتحصّل أنّ معنى الهجرة والنصرة عند فاطمة وعليّ ( عليهما السلام ) متطابق على هذا المعنى ، و هذا المعنى هو الذي يُستفاد من تعريف الهجرة والنصرة من سورة الحشر ; إذ قُيّدت الهجرة ب - ( وينصرون الله ورسوله ) ( 2 ) ، وقُيّدت النصرة ب - ( يحبّون من هاجر إليهم ) ( 3 ) ، فالهجرة هي نصرة وموالاة وليّ الله تعالى ، والنصرة هي محبّة ذلك والمؤازرة عليه . نتف من كلماته ( عليه السلام ) في عدّة من الصحابة بأعيانهم : 1 . قال له ابن الكوّاء : « يا أمير المؤمنين ! أخبرني عن أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) » . قال ( عليه السلام ) : « عن أيّ أصحاب رسول الله تسألني ؟ » قال : « يا أمير المؤمنين ! أخبرني عن أبي ذرّ الغفاري ! » قال : « سمعت رسول الله يقول : ما أظلّت الخضراء ، ولا أقلّت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ » . 2 . قال : « يا أمير المؤمنين ! فأخبرني عن سلمان الفارسي . قال : بخ بخ ، سلمان منّا أهل البيت ، ومن لكم بمثل لقمان الحكيم ، عَلِمَ عِلْمَ الأوّل والآخر » . 3 . قال : « يا أمير المؤمنين ! أخبرني عن حذيفة بن اليمان . قال : ذاك امرؤٌ علم أسماء المنافقين ، إنْ تسألوه عن حدود الله تجدوه بها عالماً » .