نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 166
يطهّركم تطهيراً ) ( 1 ) ، فقد طهّرنا الله من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ومن كلّ دنيّة وكلّ رجاسة ، فنحن على منهاج الحقّ ، ومن خالفنا فعلى منهاج الباطل . . . وعندنا أهل البيت معاقل العلم ، وأبواب الحُكم ، وأنوار الظُلَم ، وضياء الأمر ، وفصل الخطاب ، فمن أحبّنا ينفعه إيمانه ، ويُتقبّل منه عمله ، ومن لا يحبّنا أهل البيت لا ينفعه إيمانه ، ولا يُتقبّل عمله وإنْ دأب في الليل والنهار قائماً صائماً . والله لئن خالفتم أهل بيت نبيّكم لتخالفنّ الحقّ ، ولقد علم المستحفَظون من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال : إنّي وأهل بيتي مطهّرون ، فلا تسبقوهم فتضلّوا ، ولا تخالفوهم فتجهلوا ، ولا تتخلّفوا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ، هم أحلم الناس كباراً ، وأعلمهم صغاراً ، إنّهم لا يدخلونكم في ردى ، ولا يخرجوكم من باب هدى ، فاتّبعوا الحقّ وأهله حيث كانوا . . . الآن إذ رجع الحقّ إلى أهله ونقل إلى منتقله . . . ( 2 ) . و قال في الخطبة القاصعة المعروفة ، التي أنشأها لبيان أنّ كفر إبليس هو كفر جحود لولاية وليّ الله تعالى ، وهو آدم ( عليه السلام ) ، وعدم انقياد له ، وأنّ كلّ أبواب التوحيد وأركان فروع الدين تنتهي إلى ولاية وليّ الله تعالى : ألا وإنّكم قد نفضتم أيديكم من حبل الطاعة ، وثلمتم حصن الله المضروب عليكم بأحكام الجاهلية ، وإنّ الله سبحانه قد امتنّ على جماعة هذه الأُمّة ، في ما عقد بينهم من حبل هذه الأُلفة التي يتنقّلون في ظلّها ، ويأوون إلى كنفها ، بنعمة لا يعرف أحد من المخلوقين لها قيمة ; لأنّها أرجح من كلّ ثمن ، وأجلّ من كلّ خطر . واعلموا أنّكم صرتم بعد الهجرة أعراباً ، وبعد الموالاة
1 . الأحزاب / 33 . 2 . نهج البلاغة : الخطبة 3 .
166
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 166