responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 157


فتركوكم ، فأصبحتم تحكمون بأهوائكم ، إذا ذُكر الأمر سألتم أهل الذكر ، فإذا أفتوكم قلتم : هو العلم بعينه ، فكيف وقد تركتموه ونبذتموه وخالفتموه ؟ !
فذوقوا وبال أمركم ، وما فرطتم في ما قدّمت أيديكم ، وما الله بظلاّم للعبيد ، رويداً عمّا قليل تحصدون جميع ما زرعتم ، وتجدون وخيم ما اجترمتم وما اجتلبتم . فوالذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، لقد علمتم أنّي صاحبكم والذي به أُمرتم ، وأنّي عالمكم والذي بعلمه نجاتكم ، و وصيّ نبيّكم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وخيرة ربّكم ، ولسان نوركم ، والعالم بما يصلحكم ، فعن قليل رويداً ينزل بكم ما وُعدتم وما نزل بالأُمم قبلكم ، وسيسألكم الله عزّ وجلّ عن أئمّتكم ، فمعهم تحشرون ، وإلى الله عزّ وجلّ غداً تصيرون ، ( وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون ) . . . ( 1 ) ويشير ( عليه السلام ) إلى ما يشير إليه قوله تعالى : ( وما محمّد إلاّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين ) فقد تركوا وصية القرآن و النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في عليّ ( عليه السلام ) - وعترته ( عليهم السلام ) - ، من أنّه وليّ الأُمور من بعده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأنّه مفزع الأُمّة وملجأُها ، و قد أشارت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) إلى ذلك أيضاً كما تقدّم ، وأنّ سبب الاختلاف و الفِرَق الحادثة في المسلمين بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو تركهم التمسّك بالثقلين اللذين هما ضمان عصمتهم من الضلال .
وقال ( عليه السلام ) في خطبة أُخرى :
فأين تذهبون ؟ ! وأنّى تؤفكون ؟ ! والأعلام قائمة ، والآيات واضحة ، والمنار منصوبة ، فأين يُتاه بكم ؟ ! بل كيف تعمهون وبينكم عترة نبيّكم ، وهم أزمّة الحقّ ، وأعلام الدين ، وألسنة الصدق ؟ ! فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن ، وردوهم ورود الهيم العطاش . ألا وإنّ من أعجب العجائب أنّ معاوية بن أبي


1 . نهج البلاغة : الخطبة 20 ، وقد ذكر للخطبة ولبعض ما ورد فيها مصادر أُخرى عديدة من كتب الفريقين .

157

نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست