نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 123
و كذا قوله تعالى : ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهد الله على ما في قلبه وهو ألّد الخصام * وإذا تولّى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحبّ الفساد * وإذا قيل له اتّقِ الله أخذته العزّة بالإثم فحسْبه جهنّم ولبئس المهاد ) ( 1 ) . و هذه ملحمة قرآنية عمّن هو في الصفوف مع النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو عسل اللسان و الكلام ، ولكنّ قلبه مخالف تماماً لِما يظهره على لسانه ، وهو شديد العداوة لله ولرسوله ، والآية تُخبر أنّه إذا تولّى الأُمور فسوف يكون سعيه في ولايته فساداً في الأرض وإهلاكاً للحرث والنسل البشري ، والحال إنّ الله تعالى لا يحبّ الفساد في التكوين ، وإنّ خاصية هذا المتولّي التعصّب لفِعله أمام نصيحة الآخرين له ، كما إنّ هذه الآية تحدّد أغراض الدين - بما فيه الجهاد الابتدائي - بأنّه ليس للإفساد في الأرض وإهلاك الموارد الطبيعية أو الإنجازات المدنية التي حقّقها البشر ، ولا الهدف تبديد النسل . و كذا قوله تعالى : ( فإذا أُنزلت سورة محكمة وذُكر فيها القتال رأيت الّذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشيّ عليه من الموت فأَوْلى لهم * طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم * فهل عسيتم إن تولّيتم أن تفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم * أُولئك الّذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم * أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها * إنّ الّذين ارتدّوا على أدبارهم من بعدما تبيّن لهم الهدى الشيطان سوّل لهم وأملى لهم * ذلك بأنّهم قالوا للّذين كرهوا ما نزّل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم * فكيف إذا توفّتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم * ذلك بأنّهم اتّبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم * أم حسب الّذين في قلوبهم مرض أن لن يُخرج الله أضغانهم * ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنّهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم ) ( 2 ) . فهذه الآيات ترسم ملحمة مستقبلية لجماعة ( الّذين في قلوبهم مرض ) ، وهذه
1 . البقرة / 204 - 206 . 2 . محمّد / 20 - 30 .
123
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 123