نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 117
ثمّ إنّه بقي وجه آخر أو أخير يتمسّك به القائل بعدالة الصحابة ، - بالترديد المتقدّم في معنى العدالة وفي دائرة الصحابة المرادة لذلك القائل - وهو : إنّ الصحابة هم الّذين قاموا بفتوحات الإسلام ونشر الدين في أرجاء المعمورة ، وهذا بعدما عانوا ما عانوا مع النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الغزوات الأُولى . وهذا الوجه - مع غضّ النظر عن التحليل الآتي فيه ، وعن الخوض في حقيقته - ما هو المقدار اللازم منه في الحجّيّة المبحوث عنها في عدالة الصحابة ; فقد تقدّم أنّ صدور العمل الصالح أو الحسن من شخص - بعد افتراض ذلك - لا يلازم عدالته واستقامته في كلّ أفعاله الأُخرى ، فضلا عن عصمته وإمامته في الدين . ففي كثير من الغزوات التي قام بها المسلمون في عهد النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ارتكب مَن صحبه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيها أعمالا تعدّ في الشرع من الخطايا الكبيرة المغلّظة عقوبتها ، وقد ذكرنا شطراً منها في ما سلف ، ونذكر هنا شطراً آخر منها : قوله تعالى : ( ما كان لنبيّ أن يكون له أسرى حتّى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا و الله يريد الآخرة و الله عزيز حكيم * لولا كتاب من الله سبق لمسّكم فيما أخذتم عذاب عظيم ) ( 1 ) و الآية تبيّن أنّ الواجب على المسلمين الإثخان في قتل المشركين ، وعدم
1 . الأنفال / 67 و 68 .
117
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 117