نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 112
فعلهم إلى فعله وإنْ كان الفعل صادر حقيقة منهم لا منه . ومن هذا القبيل إسناد فعل الحكومة وجهاز الحكم والدولة إلى الرئيس ويخاطب به ، ومن هذا الباب قد يسند المعصوم الخطأ لنفسه كما في قول عليّ ( عليه السلام ) في خطبة له بعد تسلّمه مقاليد الأُمور والخلافة بصفّين : فلا تكفّوا عن مقالة بحقّ ، أو مشورة بعدل ، فإنّي لست في نفسي بفوق أن أُخطئ ، ولا آمن ذلك من فعلي ، إلاّ أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به منّي ( 1 ) . و من هذا الباب أكثر ما يخاطَب به النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويعاتَب في لحن الخطاب ، فإنّه بالتتبّع في تلك الموارد والتدبّر مليّاً يظهر أنّ الفعل الذي كان مورد الخطاب هو من فعل المسلمين خوطب به النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وإلى هذا يشير قول الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إنّ القرآن نزل بإيّاك أعني واسمعي يا جارة ( 2 ) . كما هو الحال في أُسارى بدر ، فإنّ اللازم كان على المسلمين هو الإثخان في القتل ما دامت المعركة محتدمة ، وعدم استبقاء المشركين أحياء ما دامت الحرب لم تضع أوزارها ، فكان في أخذهم الأُسارى أثناء المعركة خلاف الحكم والإرادة الإلهيّة ، وكما هو الحال في مسألة الله تعالى النبيّ عيسى ( عليه السلام ) : ( وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتّخذوني وأُمّي إلهَين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول . . . وكنتُ عليهِم شهيداً ما دمتُ فيهم ) ( 3 ) . الثاني : إنّ حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين ، أي إنّه كلّما قرب الشخص من القدس الإلهي كلّما كان الحساب معه والتوقّع منه أكثر في مجال كمال الأفعال ، كما هو الحال في الموالي في العرف البشري ، فإنّ الملك يتوقّع من الوزير مستوىً من الاحترام والأدب