نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 98
أجل ، منذ اليوم الأول لفاجعة كربلاء ، والشيعة يتوافدون إلى زيارة قبر الحسين ، ويقيمون المآتم الحسينية ، وإن لم تكن على الشكل الذي عليه الآن ، وأول من زار الضريح المقدس الصحابي المعروف جابر بن عبد الله الأنصاري ، مع جماعة من الشيعة ، وأول من أبو باهل الجمحي ، قال كرد علي في الجزء السادس من كتاب " خطط الشام " ص 256 طبعة 1928 : " تجتمع الشيعة في الأيام عاشوراء ، فتقيم المآتم على الحسين بن علي شهيد كربلاء عليه السلام ، وعهدهم بذلك بعيد يتصل بعصر الفاجعة ، وأول من رثاه أبو باهل الجمحي بقصيدة يقول فيها : تبيت النشاوى من أمية نوما * وبالطف قتلى ما ينام حميمها والظاهر من سيرة ديك الجن الحمصي في كتاب " الأغاني " أن هذه الاجتماعات للمآتم كانت معروفة في زمانه ، ثم أن بني بويه أيام دولتهم عنوا بها مزيد العناية ، ولا تزال إلى اليوم تقام في جميع أقطار الشيعة ، وليست هي من الفروض ، كما يتوهم ، بل يستحبونها ، لأنها تصدر عن ولاء ومحبة . وقد تطرف بعض العجم ، فأبدعوا فيها بدعا يمقتها الله والناس ، من ضرب أنفسهم بالمدي ، وإسالة الدماء على أثوابهم ، وعمل ما يسمونه الشبيه ، وقد مقته العلماء من الشيعة ، ولم تذعن لهم به العامة في كثير من البلدان التي استحكمت فيها هذه العادة " . ومن الدعاة الأول للتشيع جميع بني هاشم ، وعلى رأسهم العباس عم الرسول ، وكثير من الأصحاب ، وقد ذكرنا أسماءهم فيما سبق ، وكان أشهرهم وأكثرهم حماسا أربعة : سلمان وأبو ذر ، وعمار ، والمقداد ، فقد أولوا الدعاء لعلي اهتماما بالغا ، وعناية خاصة ، ونظروا إلى خلافته كركن من أركان الإسلام ، وشرط لقوة المسلمين واجتماع شملهم ، وتوحيد كلمتهم ، ولم يشكوا لحظة في أن انصرافها عن علي إلى غيره مخالفة صريحة لنصوص الكتاب والسنة ، ومعصية الله ورسوله . سلمان الفارسي : وكان سلمان من رؤوس أصحاب رسول الله ، وأثنى عليه النبي بأحاديث
98
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 98