نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 94
وضياعنا ، إلى الحديث عن الحلول لما نعانيه من مشاكل وآلام . قلت : أجل ، والله . نحن في أشد الحاجة إلى الأفعال لا إلى الأقوال . إلى السكوت عما مضى وكان ، والاهتمام بما هو كائن ويكون . ولكن ماذا نصنع ؟ ونحن نقرأ بين الحين والحين كتابا أو مقالا يكفر الملايين ، ويطعنها في أقدس مقدساتها ، وينعتها بالجهل والسخف ، وأنها لا تصلح للحياة ولا لشئ إلا للسخرية والاستهزاء ، وأن التشيع الذي تتمذهب به لا يعد من المذاهب الإسلامية في شئ وإنما هو دين ابتدعه أعداء الإسلام ، وخصوم الإنسانية ؟ ! ماذا نصنع ؟ هل يجب أن نسكت ونتغاضى عن هذه الهجمات والحملات ؟ هل يحرم علينا الدفاع عن النفس ، وبيان الحقيقة ، وإبطال التهم الكاذبة التي تزداد وتتفاقم بالتجاهل والإغضاء ؟ ! ثم هل يجتمع شمل المسلمين ، وتتحد كلمتهم بهذه النزوات والضلالات ، أو بإثبات أن ما قاله الإمامية في المهدي وغير المهدي هو من الإسلام في الصميم . وهذي هي المهمة التي يضطلع بها هذا الكتاب الإسلام والإيمان : الإسلام في اللغة هو التسليم والانقياد ظاهرا ، سواء أطابق الواقع أم خالفه ، والإيمان هو التصديق في القلب ، سواء أأعلنه المؤمن أم أسره . أما في الشرع فالإسلام هو القرار بالشهادتين ، أما الإيمان فلا بد من إضافة أمور أخرى إلى الإقرار ، وهي إقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، والحج إلى بيت الله الحرام ، وفي بعض الأحاديث الإيمان إقرار باللسان ، وتصديق في الجنان ، وعمل بالأركان ، وفي بعضها الآخر الإيمان عمل كله [1] - إذن - الإسلام أعم ، والإيمان أخص ، فكل مؤمن مسلم ، ولا عكس ، فقد يكون الإنسان مسلما حكما ، ولا يكون مؤمنا واقعا ، وهذا ما قاله فخر الدين الرازي عند تفسير قوله تعالى : " وقالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم - 14 الحجرات " وقوله تعالى : " فما وجدنا فيها
[1] العمل أثر للإيمان ، ومسبب عنه ، فإطلاق العمل عليه فيه ضرب من التجوز ، ولست أتصور بحال أن من لا يعمل يكون مؤمنا ، وإن خيل إليه ، وإلى الفقهاء بأنه مؤمن متهاون .
94
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 94