responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 89


عليه حديث النمل ، ويعجز عن تسخير الجن في عمل المحاريب والتماثيل .
ولم يشاهد إنسانا حيا منذ قرون ، ولا انقلاب العصا إلى ثعبان ، ولا وقوف مياه البحر كالجبال ، ولا جلوس الإنسان في النار دون أن يناله أي أذى . فكل هذه ، وما إليها لم تجر العادة بوقوعها ، ولم يألف الناس مشاهدتها ، لذا ظن من ظن أنها مستحيلة في حكم العقل ، مع أنها ممكنة عقلا ، بعيدة عادة . بل وقعت بالفعل .
فلقد أخبر القرآن الكريم بصراحة لا تقبل التأويل أن السيد المسيح كلم الناس ، وهو في المهد ، وأحيا الموتى ، وأبرأ والأكمه والأبرص ، وأنزل مائدة من السماء وأنه ما زال حيا ، وسيبقى حيا إلى يوم يبعثون ، وأن النار كانت بردا وسلاما على إبراهيم ، وأن عصا موسى صارت ثعبانا ، وأن الحديد لأن لداود ، وسبح معه الطير والجبال ، وأن سليمان استخدم الجان ، وعرف لغة الطيور والنمل . إن هذه الخوارق محال بسبب العادة ، جائزة في نظر العقل ، ولو كانت محالا في نفسها لامتنع وقوعها للأنبياء وغير الأنبياء . فكذلك بقاء المهدي حيا ألف سنة أو ألوف السنين واختفاؤه عن الأنظار - كما يقول الإمامية - بعيد عادة ، جائز عقلا ، واقع دينا بشهادة الأحاديث الثابتة عن الرسول ( ص ) ، فمن أنكر إمكان وجود المهدي محتجا بأنه محال في نظر العقل يلزمه أن ينكر هذه الخوارق التي ذكرها القرآن ، وآمن بها كل مسلم ، ومن اعترف بها يلزمه الاعتراف بإمكان وجود المهدي ، والتفكيك تحكم وعناد . إذ لا فرق في نظر العقل بين بقاء المهدي حيا ألوف السنين ، وهذه الخوارق من حيث الإمكان وجواز الوقوع ، ما دام الجميع من سنخ واحد .
أحاديث المهدي :
ألف علماء الإمامية كتبا خاصة في المهدي ، منهم محمد بن إبراهيم النعماني ، والصدوق ، والشيخ الطوسي ، والمجلسي الذي خصص له المجلد الثالث عشر من بحاره ، وذكر هؤلاء العلماء وغيرهم كل ما يتصل بالمهدي من الأحاديث النبوية ، بخاصة ما جاء في كتب السنة ، وبصورة أخص الصحاح الستة ، وقد استقصاها السيد محسن الأمين في القسم الثالث من الجزء الرابع من " أعيان الشيعة " طبعة سنة 1954 ، ورغم ثقتي بهؤلاء الأعلام ، ويقيني بصدقهم عما

89

نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست