نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 87
المهدي المنتظر الدين والعقل : أشاد الإسلام بالعقل وأحكامه ، ودعا إلى تحرره من التقاليد والأوهام ، ونعى على العرب وغير العرب الذين لا يفقهون ولا يعقلون ، ويؤمنون بالسخافات والخرافات ، وقد أنزال الله في ذلك عشرات الآيات ، وتواترت به عن الرسول الأعظم الأحاديث والروايات ، وإفراد له علماء المسلمين أبوابا خاصة في كتب الحديث والكلام والأصول . سؤال : وتسأل - أيها القارئ - هل معنى إشادة الإسلام بالعقل أنه يدرك صحة كل أصل من أصول الإسلام ، وكل حكم من أحكام الشريعة ، بحيث إذا حققنا ومحصنا أية قضية دينية في ضوء العقل لصدقها وآمن بها إيمانه بأن الاثنين أكثر من الواحد ؟ الجواب : كلا . ولو أراد الإسلام هذا من تأييده للعقل لقضى على نفسه بنفسه ، ولكان وجوده كعدمه . ولوجب أن يؤخذ الدين من العلماء والفلاسفة ، لا من الأنبياء وكتب الوحي . إن للعقل دائرة ، وللدين أخرى ، وكل منهما يترك للآخر الحكم في دائرته واختصاصه ، والإنسان بحاجة إلى الاثنين ، حيث لا تتم له السعادة والنجاح إلا بهما معا . إن الغرض الأول الذي يهدف إليه الإسلام ممن الإشادة بالعقل هو أن يؤمن الإنسان بما يستقل به من أحكام ، ولا يصدق شيئا يكذبه العقل ويأباه . إن العقل لا يدرك كل شئ ، وإنما يدرك شيئا ، ولا يدرك شيئا ، والذي يعلم
87
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 87