responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 68


المستشرقون الثلاثة كل من نطق بهذه الحقيقة . فهناك كثيرون غيرهم قالوا هذا القول ، دون أن يقصدوا الذب والدفاع عن الشيعة ، وعقيدة التشيع ، وإنما هدفهم الأول بيان الحقيقة ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة . وكنا في غنى عن الاستشهاد بأقوالهم ، لو تحرر خصوم الشيعة عن التعصب الأعمى ، ونزوات الأهواء والأغراض .
هذا ، إلى أن السنة قد أخذوا بعض العادات من غيرهم ، كعيد رأس السنة الهجرية الذي أحدثوه في زماننا ، وعيد المولد النبوي الشريف تقليدا للمسيحيين الذين يحتفلون بميلاد السيد المسيح ، ورأس السنة الميلادية . وكان علماء السنة ، في القرن الثامن الهجري يعدون الاحتفال بالمولد النبوي مخالفا للسنة ، لأنه لا عيد في الإسلام إلا عيد الأضحى وعيد رمضان ، وصدرت فتاوى من شيوخهم بتحريمه ، على اعتبار أنه بدعة وضلالة [1] . ولو أردنا أن نتعصب لقلنا : إن مذهب التسنن مأخوذ من المسيحيين ، لا من الكتاب والسنة .
وبالتالي ، فإن الذي اجتذب الفرس وغير الفرس إلى التشيع هو الإسلام الصحيح ، وحب الرسول وآله ، واستشهاد الخيار في سبيله ، وملاءمته للحياة ، ومناصرته للضعفاء والمضطهدين ، أجل ، كان الفرس منذ عهد الصفويين ، حتى اليوم من أقوى الدعائم للشيعة ، ومذهب التشيع ، وهذا هو السر الذي بعث خصوم الشيعة على أن يصوروا الفرس ، وكأنهم أعدى أعداء الإسلام ، مع العلم بأنه لولا الفرس لم يكن للمسلمين هذا العدد الضخم من العلماء الذين نفاخر بهم أمم الشرق والغرب ، ولا كان للإسلام هذه المكتبة المتخمة بألوف المجلدات في شتى العلوم ، ولسنا نعرف أمة خدمت الإسلام ، ولغة القرآن كالفرس ، ولو أحصيت المكتبة الإسلامية والعربية لكان سهم الفرس منها أوفى من أسهم بقية المسلمين مجتمعين . إن الفرس لم يتستروا باسم التشيع ، ليكيدوا للإسلام ، بل إن أعداء الإسلام باسمه ، ليكيدوا للتشيع بعامة ، والفرس بخاصة ، لأنهم كانوا وما زالوا من أقوى أركان الإسلام وأنصاره .
وهل من شئ أدل على عداوة هؤلاء للحق والإسلام من تشنيعهم على الشيعة ،



[1] نقله بعض المؤلفين عن كتاب " بيت الصديق " للبكري ص 404 طبعة 1323 ه‌ .

68

نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست