نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 65
والنسائي وابن ماجة ، والرازي والبيضاوي وفخر الدين الرازي ، وصاحب القاموس والزمخشري والتفتازاني ، وأبي القاسم البلخي والقفال والمروزي والشاشي والنيسابوري والبيهقي ، والجرجاني والراغب الاصفهاني والخطيب التبريزي ، وغيرهم ممن لا يبلغهم الاحصاء . ومن دخل من الفرس وتشيع فحاله حال من تشيع من سائر الأمم ، كالعرب والترك والروم وغيرهم لا باعث له إلا حب الإسلام ، وحب آل الرسول ، فأسلم وتشيع عن رغبة واعتقاد . وإذا جاز أن يقال : إن الفرس تشيعوا كيدا للإسلام ، لأنه قهرهم جاز أن يقال : إن غير الفرس تسننوا كيدا للإسلام ، لأنه غلب وقهر الجميع لا الفرس وحدهم . والحقيقة أن بعض الفرس دان بالتشيع للسبب الذي دان به غيرهم بالتشيع ، وبعضهم دان بالتسنن للسبب الذي دان به غيرهم بالتسنن ، سنة الله في خلقه . إن الذين نشروا التشيع في قم وأطرافها الأشعريون ، وهم عرب صميمون هاجروا إليها من الكوفة في عصر الحجاج ، وغلبوا عليها ، واستوطنوها ، وانتشر التشيع في خراسان بعد خروج إليها وزاد الانتشار واتسع في إيران في عصر الصفوية الذين نصروا التشيع ، وهم عرب ، لأنهم سادة أشراف من نسل الإمام موسى بن جعفر ، لا يمكن بحال أن يتعصبوا للأكاسرة ، والذين يجوز في حقهم ذلك هم قدماء الفرس ، وهؤلاء جلهم كان على مذهب التسنن " . أثبت السيد الأمين أن الذين نشروا التشيع وناصروه في إيران هم بين عربي أصيل ، كالإمام الرضا والأشعريين [1] أو من أصل عربي كالصفوية ، وأن الذين دعموا التسنن وناصروه هم فرس أقحاح ، كالبخاري والنسائي والرازي وغيرهم . فإن كان للفرس مقاصد وأهداف ضد الإسلام ، كما زعم خصوم الشيعة فأولى ثم أولى أن يحاولوا تحقيق غاياتهم عن طريق التسنن لا التشيع ، إذ
[1] في سنة 83 ه خرج ابن الأشعث على الحجاج ، ثم هزم جيشه وتفرق في البلاد ، وكان بينهم خمسة إخوة : عبد الله والأحوص وعبد الرحمن وإسحق ونعيم أبناء سعد بن مالك بن عامر الأشعري ، فاجتمع الخمسة وتغلبوا على بعض القرى القريبة من قم ، واجتمع إليهم بنو عمهم ، وكان المتقدم من هؤلاء عبد الله وكان له ولد يتشيع ، فانتقل من تلك القرى إلى قم ، ونقل التشيع إلى أهلها ( الكنى والألقاب ) ترجمة القمي .
65
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 65