نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 58
في صيانة الكتاب العزيز . اتفق المسلمون بكلمة واحدة على أنه لا زيادة في القرآن ، ما عدا فرقة صغيرة شاذة من فرق الخوارج ، فإنها أنكرت أن تكون سورة يوسف من القرآن ، لأنها قصة غرام يتنزه عن مثلها كلام الله سبحانه . ونسب إلى بعض المعتزلة إنكار سورة أبي لهب ، لأنها سب وطعن لا يتمشى مع منطق الحكمة والتسامح . ونحن لا نتردد ، ولا نتوقف في تكفير من أنكر كلمة واحدة من القرآن ، وأن جحود البعض ، تماما كجحود الكل ، لأنه طعن صريح فيما ثبت عن النبي بضرورة الدين ، واتفاق المسلمين أما النقصان بمعنى أن هذا القرآن لا يحتوي على جميع الآيات التي نزلت على محمد ، فقد قال به أفراد من السنة والشيعة في العصر البائد ، وأنكر عليهم يومذاك المحققون وشيوخ الإسلام من الفريقين ، وجزموا بكلمة قاطعة أن ما بين الدفتين هو القرآن المنزل دون زيادة أو نقصان للآية 8 من سورة الحجرات : " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " . والآية 41 من سورة فصلت : " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " . واليوم أصبح هذا القول ضرورة من ضرورات الدين ، وعقيدة لجميع المسلمين ، إذا لا قائل بالنقيصة ، لا من السنة ، ولا من الشيعة . فإثارة هذا الموضوع ، والتعرض له - في هذا العصر - لغو وعبث ، أو دس وطعن على الإسلام والمسلمين . وإذا عذرنا محب الدين الخطيب والحفناوي والجبهان وأضرابهم من المأجورين فإنا لا نعذر أبدا الشيخ أبا زهرة ، لأنه في نظرنا أجل ، وأسمى علما وخلقا من ألف خطيب وخطيب من أمثال محب الدين . لذا وقفنا حائرين متسائلين : ماذا أراد فضيلته من إثارة هذا الموضوع في كتاب " الإمام الصادق " مع علمه ويقينه أنه أصبح في خبر كان ، وأنه لا قائل به اليوم من الشيعة ولا من السنة ؟ ماذا أراد الشيخ أبو زهرة من حملته الشعواء على الشيخ الكليني صاحب الكافي الذي مضى على وفاته أكثر من ألف سنة ؟ هل يريد الشيخ أن يدخلنا في جدل عقيم ، ونحن نطلب الوفاق والوئام معه ومع غيره ؟ وحيثما أجلت الكفر في سبب هذه الحملة لم أجد لها تفسيرا إلا التأثر بالبيئة والوراثة . وهل من شئ أدل على ذلك من قوله في ص 36 : " لا نستطيع قبول روايات
58
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 58