responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 455


ولا شئ أصدق في الدلالة على هذه الحقيقة من قول الحسين ( ع ) ، وهو في طريقه إلى الاستشهاد : " أمضي على دين النبي " .
أما كلمة يزيد فقد كانت من قبل اسما لابن معاوية ، أما هي الآن عند الشيعة فإنها رمز للفساد والاستبداد ، والتهتك والخلاعة ، وعنوان للزندقة والالحاد ، فحيث يكون الشر والفساد فثم اسم يزيد ، وحيثما يكون الخير والحق والعدل فثم اسم الحسين .
فكربلاء اليوم عند الشيعة هي فلسطين المحتلة ، وسيناء ، والضفة الغربية من الأردن ، والمرتفعات السورية ، أما أطفال الحسين وسبايا الحسين فهم النساء والأطفال المشردون المطرودون من ديارهم ، . . . وشهداء كربلاء هم الذين قتلوا دفاعا عن الحق والوطن في 5 حزيران . . وهذا ما عناه الشاعر الشيعي بقوله :
كان كل مكان كربلاء لدى * عيني وكل زمان يوم عاشورا وما أن نزلت عن المنبر ، حتى استقبلني شاب مرحبا وقال : هذي هي الحقيقة وهكذا يجب أن يفهم الإسلام وتاريخ الإسلام ، بخاصة كارثة كربلاء . . ثم وجه إلي سؤالا وافقني على جوابه ، ولم أكن أعرفه من قبل ، ولما عرفوني به عملت أنه من سنة البحرين ، وأنه يشغل منصبا كبيرا في الحكومة .
علم الإمام علي بن أبي طالب كان مظهر الحياة الفكرية عند العرب قبل الإسلام اللغة ، والشعر ، والأمثال والقصص ، ومعرفة الأنساب . وبعد الإسلام والقرآن تطورت الحياة الفكرية والمادية ، وتعددت العلوم ، وأصبح كل ما أشار إليه القرآن من قريب أو بعيد علما مستقلا ، ولم يتعرض الإسلام للعقائد والأخلاق والعبادات فحسب ، بل تعرض أيضا للتشريع ، والقضاء ، والكون وعلاقة الناس بعضهم ببعض .
وكان من نتيجة تعرض الإسلام للحياة الدنيوية أن آمن المسلمون بمبدأ عام ، وهو أن الدين مبدأ التشريع ، وحدا بهم هذا الإيمان أن يتخذوا من الدين أساسا لحياتهم الفكرية بشتى فروعها وشعبها ، وأن يبحثوا عن إرادة الله وقصد الرسول في كل مسألة تعرض لهم ، سواء أكانت دينية أم دنيوية ، لأن الدين إذا كان مصدر الهداية فيجب أن يكون مصدرا من مصادر المعرفة أيضا . وقد رافقتهم

455

نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 455
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست