responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 44


وسنة نبيه ، وإن كل إمام من الأول إلى الثاني عشر قد أحاط إحاطة شاملة كاملة بكل ما في هذين الأصلين من الألف إلى الياء ، بحيث لا يشذ عن علمهم معنى آية من آي الذكر الحكيم تنزيلا وتأويلا ، ولا شئ من سنة رسول الله قولا وفعلا وتقريرا ، وكفى بمن أحاط بعلوم الكتاب والسنة فضلا وعلما ، أن هذه المنزلة لا تتسنى ولن تتسنى لأحد غيرهم ، ومن هنا كانوا قدوة الناس جميعا بعد جدهم الرسول تماما كالقرآن والسنة .
وقد أخذ أهل البيت علوم الكتاب والسنة وفهموها ووعوها عن رسول الله ، تماما كما أخذها ووعاها رسول الله عن جبرائيل ، وكما وعاها جبرائيل عن الله ، ولا فرق أبدا في شئ إلا بالواسطة فقط لا غير ، ونظم الشاعر الإمامي هذا المعنى فقال :
إذا شئت أن تبغي لنفسك مذهبا * ينجيك يوم البعث من لهب النار فدع عنك قول الشافعي ومالك * وأحمد والمروي عن كعب أحبار ووال أناسا نقلهم وحديثهم * روى جدنا عن جبرئيل عن الباري أخذ علي عن النبي ، وأخذ الحسنان عن أبيهما ، وأخذ علي بن الحسين عن أبيه ، وهكذا كل إمام يأخذ العلم عن إمام ، ولم ترو أصحاب السير والتواريخ أن أحدا من الأئمة ال‌ 12 أخذ عن صحابي أو تابعي أو غيره ، فقد أخذ الناس العلم عنهم ، ولم يأخذوه عن أحد ، قال الإمام الصادق :
عجبا للناس يقولون : أخذوا علمهم كله عن رسول الله ، فعملوا به واهتدوا ، ويرون إنا أهل البيت لم نأخذ علمه ، ولم نهتد به ، ونحن أهله وذريته في منازلنا أنزل الوحي ، ومن عندنا خرج العلم إلى الناس ، أفتراهم علموا ، واهتدوا ، وجهلنا وضللنا ؟ . . .
وقال الإمام الباقر : لو كنا نحدث الناس برأينا وهوانا لهلكنا ، ولكنا نحدثهم بأحاديث نكنزها عن رسول الله ، كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم .
وبهذا يتبين الجهل ، أو الدس في قول من قال بأن الشيعة يزعمون أن علم

44

نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست