responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 411


إن قول الله سبحانه كتب عليكم الصيام لعلكم تتقون إشارة إلى أن الحكمة من وجوب الصوم ، وامتناع الإنسان عن طعامه وشرابه - وهما في بيته ومتناول يده - أن يضبط الصائم نفسه بوازع يردعه عن استغلال الناس واستثمارهم ، والتعدي على طعامهم وشرابهم . أن يدرك عملا لا قولا أن إطلاق العنان لأنانيته وأهوائه يجعل أقوات الناس ومقدراتهم رهنا بمقدرته على الاحتكار واللعب بالأسواق ، وبمهارته في فن الغش والتدليس في ذلك خطر كبير عليه وعلى المجتمع . أن يدرك أن حرية الفرد واستقلاله ومصالحه . مهما بالغنا في احترامها - هي دون حرية المجتمع واستقلاله ومصالحه . أن الحر فردا كان أو مجتمعا هو من لا يستغل ولا يستغل ، لا يستعبد ولا يستعبد . وبالتالي أن يهئ السائم نفسه ينكران ذاته ، وكبح شهواته ليكون عضوا صالحا في مجتمع يسير في سبيل النجاح والازدهار .
أن الدين أمر بالصوم تحديا للجوع والعطش ، لا رغبة في الجوع والعطش ، تحديا للأهواء التي تفرض على الناس ضريبة الجوع والعطش ، وتعيق سير التقدم بجشعها الذي لا يقيد بقيد ، ولا ينتهي إلى حد . قال الرسول الأعظم محمد بن عبد الله ص : الصائم من يذر شهوته وطعامه وشرابه لأجل الله سبحانه ، وقال : كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش . أجل ، لأن صيامه لم يحد من طمعه ، ولم يرق به إلى احترام الحياة ، والإيمان بحقوق الإنسان . وجاء في بعض الأدعية التي يتلوها المؤمنون في شهر رمضان المبارك : اللهم ارزقني الجد والاجتهاد ، والقوة والنشاط لما تحب وترضى . . . والوجل منك ، والرجاء لك والتوكل عليك ، والثقة بك ، والورع عن محارمك ، إن الخوف من الله سبحانه ، والورع عن محارمه ، والنشاط لما يرضيه ، كل ذلك ، إنما يكون بالتحرر من عبودية الهوى ، وحب السيطرة والاستئثار ، والبعد عن الكسل والخمول ، عن سبيل الذين يقامرون بقرش الفقير ، ورغيف البائس ، ولا عمل لهم سوى الانتقال من مقهى إلى بار ، ومن ملهى إلى حانة ، إن الله لا يحب ، ولا يرضى عن مجتمع لا يجد ويجتهد ، ولا يكافح ويناضل في سبيل حياة أرقى وأبقى ، ولو ملأ الشوارع بالكنائس والجوامع ، والفضاء بالأجراس والأذان أن المجتمع الذي يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله هو الذي لا ترى فيه إلا

411

نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 411
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست