نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 40
قال علي أمير المؤمنين . وقد أجمع الموافق والمخالف على أن الأئمة من أهل البيت كانوا على هدي جدهم الرسول ( ص ) قولا وعملا ، وأن الناس كانوا يلجأون إليهم في حل المشكلات والمعضلات ، وكانوا يتقربون إلى الله سبحانه بتعظيمهم وتقديسهم ، تماما كما كانت الحال بالنسبة إلى رسول الله ( ص ) . وختاما نسأل الذين أنكروا على الشيعة القول بالعصمة : هل تنكرون أصل العصمة وفكرتها من الأساس ، أو تنكرون عصمة الأئمة فقط ؟ . . والأول إنكار لعصمة الأنبياء التي اتفق عليها السنة والشيعة ، والثاني إنكار لسنة الرسول الذي ساوى بين عترته وبين القرآن . هذا ، إلى أن نصوص الشريعة جامدة لا حراك فيها ، وإنما تحيا بتطبيقها والعمل بها ، وإذا لم يكن القائم على الشريعة هو نفس الشريعة مجسمة في شخصه لم يتحقق الغرض المقصود . لذا قال الإمام : ذاك القرآن الصامت وأنا القرآن الناطق . العلم : قال الشيعة الإمامية : " يجب أن يكون الإمام أفضل من جميع رعيته في صفات الكمال كلها من الفهم والرأي والعلم والحزم والكرم والشجاعة وحسن الخلق والعفة والزهد والعدل والتقوى والسياسة الشرعية ونحوها ، وبكلمة يلزم أن يكون أطوع خلق الله لله ، وأكثرهم علما وعملا بالبر والخير " [1] . وفي هذه الشروط وشرط العصمة تتجلى روح الثورة على الباطل ، وعلى كل من يتطفل على مناصب ليس بها بأهل . وقد يقال ، أو يتوهم أن هذه الشروط جاءت كنتيجة لتنكيل الحكام بالشيعة وما لحقهم من الاضطهاد والتشريد ، ولكن الأصل لهذه الشروط قول الله تعالى : " أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون " - 35 يونس . وجاء في الحديث : " أنا مدينة العلم وعلي بابها " وقال ابن عبد البر ، من السنة في كتاب " الاستيعاب " الجزء الثالث المطبوع مع " الإصابة " ص 40 طبعة 1939 :