نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 396
يوم عاشوراء * لو آمن الناس بقول قائل : إن الحق للقوة لكان عليهم أن يرموا بكل كتاب مقدس ، وبكل تشريع ودستور في عرض البحر . حيث لا عدل ، ولا فضيلة ، ولا إيمان إلا بالمادة ، والنتيجة الحتمية لهذا المنطق إن الإنسانية والجماد في الميزان سيان . لو كان الحق للقوة ما كان لشهداء الفضيلة ذكر ، ولا لأبطال التحرير فضل ، وكان السفاكون الهادمون في كل عصر ومصر كيزيد هم الكون بكامله . أن يوم عاشوراء لأحد الشواهد الصادقة على أن من تسلح بالمادة وحدها فهو أعزل . ليس يوم عاشوراء احتجاجا على يزيد وجيش يزيد فحسب ، وإنما هو دليل قاطع على أن من يقف إمام الغاصب الطاغي ساجد الركاب منحني الرأس معفر الجبين يمد إليه يد الذل والاستجداء ، دليل على أنه ليس له من الحق شئ ، وأنه يستحق الحياة . ألا ترى إذا رآه الرائي قال : شقي بائس ، ولم يقل : صاحب حق مهتضم . إن صاحب الحق يمد إلى حقه يد القوة والعزة ، يمدها وهو عالي الرأس ثابت الجنان ، ولا يردها إلا قابضة على حقه ، أو تقطع مجاهدة في سبيل الحق والعدالة ، فإن قطعها في هذا السبيل حياة ، وبقاءها ممات ، والسلام على الحسين القائل : " إني لا أرى الموت إلا سعادة ، والحياة مع الظالمين إلا برما " . ليس يوم عاشوراء عاطفة مذهبية نحو الرسول وأهل بيته ، عاطفة
* تليت في الكلية العاملية يوم العاشر من المحرم سنة 1371 هجرية .
396
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 396