responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 393


العمامة ورجال الدين * كان اللباس في عهد الرسول ص والخلفاء الراشدين ، وأول عهد العباسيين واحدا لا تمييز فيه لأحد على أحد ، فلا فرق بين لباس العالم والجاهل ، ولا بين رجل الدين وغيره ، فالنبي ص وخلفاءه وأصحابه جميعا كانوا يلبسون كما تلبس الناس ، فكان العالم يعرف بهديه وآثاره ، لا بثيابه ومظاهره .
وأول من غير لباس رجال الدين في الإسلام إلى هيئة خاصة هو أبو يوسف تلميذ أبي حنيفة ، وفي المجلد الأول من كتاب المدخل لابن الحاج ص 137 أن تمييز رجال الدين باللباس عن غيرهم مخالف للسنة ، ثم ذكر مفاسد تترتب على هذا التمييز نلخصها بما يلي :
إن تمييز رجال الدين في اللباس يستدعي - كما رأينا - أن يتزيا بزيهم من لا أهلية له ، فيتقدم ويترأس في المجالس وغيرها على من هو خير منه علما وخلقا ، وتنخدع العوام بثوبه فيأتمنونه ويسألونه عن أشياء لا يعرف حكمها ، ويمنعه زيه ولباسه أن يقول لا أعلم ، كي لا يقال : إنه جاهل ومتطفل يلبس ثوب غيره فيفتي بما لا يعلم ، ويحكم بغير ما أنزل الله سبحانه .
ولو كان لباس العلماء كلباس غيرهم من الناس لم تقع هذه المفاسد ، ولعم بهم النفع ، وحصلت البركة والراحة والخير على أيديهم ، وضرب شاهدا على ذلك ما حكي عن العالم أبي الحسن الزيات كان من عادة هذا العالم الجليل أن يلبس لباس العمال ، ويعمل في أرضه كما يعملون ، وفي ذات يوم خرج ليعمل في أرضه كعادته ، وإذا بالشرطة يأخذونه مع غيره من العمال ليشتغلوا سخرة


( 1 ) نشر في العرفان تموز سنة 1954 .

393

نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست