نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 355
ويفسد منها ما لا يتفق مع الصالح الدنيوي ، والصحيح نافذ بحق كل إنسان مؤمنا كان أم جاحدا . ويتسع على الفقيه مجال الاجتهاد في المعاملات ، ويضيق في العبادات ، إذ ينحصر في البحث عن الأمر التعبدي ، فإن وجده التزم به ، وإلا توقف عن القول ، وأعمال الفكر . بني الإسلام على خمس ولا شئ أصرح في الدلالة على ما قدمنا من الحديث الذي اتفقت عليه جميع المذاهب الإسلامية " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وإن محمدا رسول الله ، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، وحج البيت " فلم يبن الإسلام علي شئ من الزراعة والصناعة والتجارة ، لأن هذه تبني عليها الحياة المطلقة في جميع صورها وألوانها ، الحياة الطبيعية المادية التي يحياها في هذه الدار كل فرد متدينا أم غير متدين ، أما الصلاة والحج والصيام فإنها أركان الحياة الروحية الدينية ، فمن أقر بها لزمه أن ينقاد إليها انقيادا تاما ، ولا يجوز له أن يعللها بشئ من المادة ، إذ يتنافى ذلك مع إسلامه وإيمانه . الصلاة تنهي عن الفحشاء وعلى الأساس الذي ذكرناه لمعنى العبادة نستطيع أن نفسر قوله سبحانه " أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " وغيرها من الآيات والأحاديث التي تعرضت لبيان الحكمة من العبادة ، فالقصد منها أن الإنسان لو عبد الله حقا لتمشى على دين الله ، وانتهج صراطه المستقيم ، فانتهى عن المنكر والفحش ، وعمل الخير والمعروف إلا فقد حكم على نفسه بنفسه بأنه دجال منافق خير منه من أعلن الكفر والجحود وبهذا تجد تفسير قوله تعالى " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون " ما قال ربك ويل للأولى سكروا * بل قال ربك ويل للمصلينا وثبت عن الرسول الأعظم ( ص ) أنه قال " من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا . وقال : لا صلاة لمن لم يطع الصلاة . وطاعة
355
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 355