نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 353
معنى العبادة والفرق بين العبادة وجميع المعاملات أن العبادة لا تصح بحال بل لا تسمى عبادة إلا بشرطين الأول : أن يثبت وجوبها بطريق النقل لا بطريق العقل . الثاني : أن يكون الدافع الأول على الاتيان بها إطاعة الله سبحانه ، وامتثال أمره الخاص المتعلق بالفعل نفسه ، فمن عمل عملا متعبدا به ، وقاصدا منه وجه الله من دون أن يثبت أمره فإن عمله يكون بدعة وضلالة ، وكذا من صام وصلى من غير أن يكون الدافع الأول على عبادته إطاعة الأمر المتعلق بالعبادة يكون عمله لغوا ، فليس للانسان كائنا من كان أن يعبد الله تعالى بعمل خاص يخترعه من عند نفسه ، أو يزيد أو ينقص فيما رسم الله ، مستندا في ذلك إلى الأوامر المطلقة المجملة ، كقوله سبحانه " وما أمروا إلا ليعبدوا الله . واعبدوا الله مخلصين له الدين . وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " وليس له أيضا أن يشرك مع طاعة الله أي باعث من البواعث المادية ، فن توضأ بداعي الطاعة والنظافة معا ، أو صلى بداعي التعبد والرياضة ، أو صام بداعي الوجوب والصحة يقع عمله في غير موقعة . معنى المعاملة أما معاملات التجارة ، وعقود الزراعة ، والأحوال الشخصية ، وتنظيم دوائر الحكومة ، وما إلى ذلك مما لا يدخل في باب العبادات ولا يمت إليها بصلة قريبة أو بعيدة ، فكلها تصح وتنفذ من غير حاجة إلى أمر من الله سبحانه ، على شريطة أن لا تزاحم حقا من الحقوق الخاصة أو العامة ، فلو فرض أن الناس اصطلحوا فيما بينهم على إيجاد نوع من التجارة أو الزراعة أو الصناعة أو عادة من العادات ، ولم يكن شئ منها معروفا في عهد الرسول فتصح وتسمى شرعية أيضا ، وإن لم يرد فيها نص خاص ، تسمى شرعية للمبادئ العامة التي أقرها الدين ، مثل " أوفوا بالعقود . وأحل الله البيع . والناس عند شروطهم . وكل صلح وشرط جائز إلا ما حلل حراما أو حرم حلالا " وأعلن الفقهاء هذه الحقيقة في كتب الفقه وأصوله بقولهم أنه ليس للمشرع حقيقة دينية شرعية واصطلاح
353
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 353