نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 286
فنقلها إلى ولده الطاغية يزيد بالقهر عن المسلمين . بهذا المنطق السليم حاكم الدكتور جميع القضايا التي تعرض لها في كتابه ، أما النتيجة التي انتهى إليها فهي أن الذين حاروا عليا ، وكادوا له ، وعارضوه فيما كان يراه من حق ، هم وحدهم السبب في محنة الإسلام من ذلك العهد حتى آخر يوم ، وهم وحدهم الذين أورثوا المسلمين عناء وخلافا لم ينقضيا ، ولن ينقضيا إلى أن يشاء الله . وليس من غرضي التعريف بالكتاب من جميع نواحيه ، ولو أردت ذلك لم أكتف بمقال أو مقالين ، لأن الكتاب كبير جدا كبير بحجمه ، كبير بحقائقه ، كبير بما يثيره من المشاعر والأحاسيس ، كبير قدرة كاتبه على التعبير ، وبراعته في الأداء ، وإنما غرضي أن أعرف القارئ برأي الدكتور في الشيعة ، وبخاصة الشيعة أنفسهم ، ليعرفوا أنهم بعيدون كل البعد عن روح عقيدتهم ومبادئهم . ولم يخصص الدكتور طه فصلا من كتابه للبحث عن الشيعة ، وليته فعل ، ولكنه أشار إليهم بكلمات متفرقة في صفحات عديدة ، لمناسبة ساقة إليها البحث من حيث يريد أولا يريد وهي بمجموعها تعطينا الصورة التالية : إن لكلمة الشيعة معنيين الأول : المعنى اللغوي ، وهو الفرقة من الأتباع والأنصار الذين يوافقون على الرأي والمنهج ، فشيعة الرجل في اللغة هم أصحابه الذين اتبعوا رأيه ، وهذا المعين هو المقصود من قوله سبحان " وإن من شيعته لإبراهيم - فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته " والشيعة بهذا المعنى كانوا موجودين في عهد الإمام بلا ريب . الثاني : المعنى الاصطلاحي ، وهو هذه الفرقة المتميزة بعقائدها وعوائدها الخاصة ، والمعروفة عند الفقهاء والمتكلمين ومؤرخي الفرق ، ويقصدونها عندما يطلقون كلمة الشيعة ، والشيعة بهذا المعنى لم يكن لهم في عهد الإمام عين ولا أثر " وإنما كان للإمام في حياته أنصار وأتباع ، وكانت كثرة المسلمين كلها أنصارا له وأتباعا " . ويعتقد الدكتور أن فرقة الشيعة بالمعنى الاصطلاحي المعروف إنما نشأت وتكررت وأصبحت حزبا سياسيا منظما لعلي وبنيه بعد أن وقع الصلح بين الحسن ومعاوية ، وبعد أن نكث هذا بالعهد ولم يف بما اشترطه على نفسه ، تألف وفد
286
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 286