نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 28
وذكرنا في كتاب " مع بطلة كربلاء " أن الزهراء ( ع ) هي أول من أعلن حق علي في الخلافة بعد أبيها ، أعلنت هذا الحق في خطبتها الشهيرة بالمسجد الجامع ، وقالت تخاطب أباها في قبره ، وتشكوا إليه أمته : قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب [1] قام هؤلاء الأصحاب وغيرهم ممن تشيع لعلي في عهد الخلفاء الثلاثة بدور رئيسي في بث التشيع ، وغرس جذوره وبذوره في كل أرض وطأتها أقدامهم ، دعوا إلى التشيع على صعيد القرآن والحديث ، وبذكاء ومرونة وطول أناة ، وكانوا محل التعظيم والثقة عند الناس لمكانتهم من رسول الله ، ومن هنا تجاوبت معهم القلوب والعقول ، وكان لأقوالهم أثرها البالغ ، ونتائجها البعيدة . وقد تعرض بعضهم للإهانة والشتم والتشريد والضرب ، كأبي ذر وعمار بن ياسر ، ومع ذلك استمروا في بث الدعوة بصبر وشجاعة . . . ورحم الله عمارا ، حيث يقول : والله لو ضربونا ، حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على حق ، وأنهم على باطل . قرأت في كتاب " الإمام زيد " للشيخ أبي زهرة ص 107 طبعة أولى ، قوله " نشأ الشيعة ابتداء في مصر ، وكان ذلك في عهد عثمان ، إذ وجد الدعاة فيها أرضا خصبة ، ثم عمت بعد ذلك أرض العراق " . أرسل المؤلف هذا القول ، ولم يسنده إلى دليل ، على أهميته من الوجهة التاريخية ، فأخذت أبحث وأفتش ، فرأيت في " أعيان الشيعة " ج 42 ص 213 طبعة سنة 1958 " أن عثمان بن عفان أرسل رجالا يتحرون العمال ، ومنهم عمار ، أرسله إلى مصر ، فعادوا يمتدحون الولاة إلا عمارا استبطأه الناس ، حتى ظنوا أنه اغتيل ، فلم يفاجئهم إلا كتاب من عبد الله بن أبي السرح والي مصر يخبرهم أن عمارا قد استمال بمصر ، وقد انقطعوا إليه ، فكان تصريح عمار بالحق سبب اعتداء غلمان عثمان عليه ، فضربوه ، حتى انفتق له فتق في بطنه ، وكسروا ضلعا من أضلاعه " .
[1] في البيت الأخير اقواء ، وهو كثير في كلام العرب .
28
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 28