نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 241
الله إن الناس يروون عن جدك أنه قال : خلق الله آدم على صورته ، فما رأيك ؟ . قال الإمام : إنهم حذفوا أول الحديث الذي يدل على آخره ، وهذا هو الحديث كاملا : مر رسول الله برجلين يتسابان ، ويقول أحدهما للآخر : قبح الله وجهك ووجها يشبهك . فقال النبي للساب : لا تقل هذا ، فان الله خلق آدم على صورته ، أي علي صورة من تشتمه وعليه يكون شتمك لخصمك هذا شتم لآدم عليه السلام . ومنها : أنه سئل : أين كان الله ؟ وكيف كان ؟ وعلى أين شئ يعتمد ؟ . فقال : إن الله كيف الكيف فهو بلا كيف ، وأين الأين فهو بلا أين ، وكان اعتماده على قدرته . ومعنى جواب الإمام أن الله خلق الزمان وخلق الأحوال ، فلا زمان له ولا حال ، وغني عن كل شئ فلا يعتمد على شئ غير ذاته بذاته . وسئل عن معنى إرادة الله فقال : هو فعله لا غير ، ذلك أن يقول للشئ : كن فيكون ، بلا لفظ ولا نطق بلسان ، ولا همة ولا تفكر ، ولا كيف كذلك ولا كما . ومنها : أنه سأل سائل عن معنى قول الإمام الصادق " لا جبر ولا تفويض بل أمر بين الأمرين " . فقال الإمام : من زعم أن الله يفعل أفعالنا ، ثم يعذبنا عليها ، فقد قال بالجبر ومن زعم أن الله فوض أمر الخلق والرزق إلى حججه - أي الأئمة - فقد قال بالتفويض ، والقائل بالجبر كافر ، والقائل بالتفويض مشرك ، أما معنى الأمر بين الأمرين فهو وجود السبيل إلى إتيان ما أمر الله به ، وترك ما نهى عنه ، أي أن الله سبحانه أقدره على فعل الشر وتركه ، كما أقدره على فعل الخير وتركه ، وأمره بهذا ونهاه عن ذاك . ومنها : أنه سئل عن الإمامة ، فقال : إن الله لم يقبض نبيه ، حتى أكمل له الدين ، وأنزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شئ ، حيث قال عز من قائل : " ما فرطنا في الكتاب من شئ " ، وأنزل في حجة الوداع " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " . والإمامة من إكمال الدين وإتمام النعمة . وقد أقام لهم عليا علما وإماما ، ومن زعم أن النبي لم يكمل دينه - ببيان الإمام - فقد رد كتاب الله ، ومن رد كتاب
241
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 241