نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 233
إلى الإنسان فإن الإمام الصادق قد درس السماء والأرض والإنسان وشرائع الأديان . وكان في علم الإسلام كله الإمام الذي يرجع إليه . فهو أعلم الناس باختلاف الفقهاء ، وقوله الفصل والعدل ، وقد اعتبره أبو حنيفة أستاذه في الفقه أما صفاته النفسية والعقلية فقد علا بها على أهل الأرض ، وأنى لأهل الأرض أن يسامتوا أهل السماء ؟ ! . سمو في الغاية ، وتجرد في الحق ، ورياضة في النفس ، وانصراف إلى العلم والعبادة ، وابتعاد عن الدنيا ومآربها ، وبصيرة تبدد الظلمات ، وإخلاص لا يفوقه إخلاص ، لأنه من معدنه ، من شجرة النبوة ، وإذا لم يكن الاخلاص في عترة النبي ، وأحفاد علي سيف الله المسلول ، وفارس الإسلام ففيمن يكون ؟ ! . فلقد توارث أحفاد علي الإخلاص خلفا عن سلف ، وفرعا عن أصل ، فكانوا يحبون لله ، ويبغضون لله ، ويعتبرون ذلك من أصول الإيمان وظواهر اليقين " . وهذا قليل من كثير مما ذكره أبو زهرة في كتاب " الإمام الصادق " . وقبل الشيخ أبي زهرة قال الشهرستاني في الملل والنحل : " هو ذو علم غزير في الدين والأدب ، كامل في الحكمة ، وزهد بالغ ، وورع تام في الشهوات " . وقال صاحب كتاب " مطالب السؤل " فيما قال : " أما مناقبه وصفاته فتكاد تفوت عدد الحاصر ، ويحار في أنواعها فهم اليقظ الباصر ، حتى أنه من كثرة علومه المفاضة على قلبه صارت الأحكام التي لا تدرك عللها ، والعلوم التي تقصر الأفهام عن الإحاطة بحكمها تضاف إليه ، وتروى عنه " . ولو أردنا أن نجمع الأقوال في الإمام الصادق لجاءت في مجلد ضخم . من مناقبه : قال أبو زهرة : " قال كثير من المفسرين في قوله تعالى : " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " أنها نزلت في علي بن أبي طالب ، ومن المؤكد أن عليا كان من أسخى الصحابة ، بل كان أسخى العرب ، وقد كان أحفاده
233
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 233