نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 223
مرجانة بقضيبه ثغر ابن بنت رسول الله ، ورأسه بين يديه ، بعد أن كان سيد الخلق يلثمه . ومن آثار العدل الإلهي قتل عبيد الله بن زياد يوم عاشوراء ، كما قتل الحسين يوم عاشوراء ، وإن يبعث برأسه إلى علي بن الحسين ، كما بعث برأس الحسين إلى ابن زياد . وهل أمهل يزيد بعد الحسين إلى ثلاث سنين ، أو أقل ؟ ! . وأية موعظة أبلغ من أن كل من اشترك في دم الحسين اقتص الله منه ، فقتل أو نكب ؟ ! وأية عبرة لأولي الأبصار أعظم من أن يكون قبر الحسين حرما معظما ، وقبر يزيد بن معاوية مزبلة ؟ . وتأمل عناية الله بالبيت النبوي الكريم يقتل أبناء الحسين ، ولا يترك منهم إلا صبي مريض أشرف على الهلاك ، فيبارك الله في أولاده فيكثر عددهم ، ويعظم شأنهم . أما الذين قتلوا مع الحسين فما لهم على وجه الأرض شبيه . ولو قدرت ولاية الحسين لكانت خيرا للأمة في حكومتها وحياتها وأخلاقها وجهادها . وشتان ما بين السبط الزكي ، والظالم السكير يزيد القرود والطنابير ، وهل يستوي الفاسق الفاجر ، والإمام العادل ؟ . وأين الذهب من الرغام ؟ . ولكن اقتضت الحكمة الإلهية سير الحوادث بخلاف ذلك ، وإذا أراد الله أمرا فلا مرد له ، واقتضت أيضا أن يبقى أثر جهاد الحسين على ممر الدهور كلما أرهق الناس الظلم تذكرة لمن ندب نفسه لخدمة الأمة ، فلم يحجم عن بذل حياته ، متى كانت فيه مصلحة لها .
223
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 223