نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 192
تهتز المئذنة التي أقف فيها ، ثم يهتز البناء كله . وكدت لا أصدق ما جربت . ثم صعد مرافقي إلى المئذنة وفعل ما فعلت ، ورأيت اهتزاز المئذنتين والبناء . وسر هندسة هذا البناء الهزاز لا يزال مغلقا حتى اليوم . المياه الأزلية الساخنة . ويتحدثون في أصفهان عن المياه الأزلية الساخنة فيقولون أن أصفهان كانت تنعم بالمياه الساخنة دائما ، ولم يستطع أحد أن يعرف سر هذه المياه الساخنة ومن أين تأتي وما الذي يسخنها . حتى جاءت بعثة من العلماء الانكليز فاستغربت مصدر المياه الساخنة وأخذت تبحث عنه ، حتى وصلت إلى مكان وجدت فيه خزانا كبيرا يصب فيه الماء ، وقد حفر في الصخر ، ووضعت تحته شمعة سوداء صغيرة مضاءة ، طولها بضعة سنتمترات . وأطفأ العلماء الانكليز الشمعة وأخذوها إلى بلادهم ليحللوها ، ولكنهم لم يستطيعوا إعادة إشعالها ، كما أنهم لم يستطيعوا معرفة المادة التي تتألف منها . ولا تزال قصة هذه المياه الساخنة لغزا من الألغاز في تاريخ أصفهان [1] . جسور قديمة . وفي أصفهان بعد ذلك جسور قديمة ترجع إلى مئات السنين ، وكلها رائعة الهندسة جميلة المنظر ، وبعض الجسور أقيمت لتكون معبرا ولتكون استراحات للناس ، وتضمنت هذه الجسور غرفا يجلس فيها المتنزهون أو يقضون سحابة نهارهم ، يجري الماء من تحتهم وهم يطالعون أو يمرحون . وفي أصفهان أماكن أثرية عديدة ، معظمها يرتدي الطابع الديني . وعندما نقول الطابع الديني فلا نقصد بذلك الطابع الاسلامي وحده ، إذ
[1] إن هذه الشمعة ، والمأذنة وغيرها من الأعاجيب في أصفهان التي كانت في عهد الشاه عباس هي من فكر الشيخ البهائي العاملي وعلمه ، فقد اهتدى إلى تحطيم الذرة واستخدمها في كثير من الاختراعات ، قبل أن يهتدي إليها علماء هذا العصر .
192
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 192