نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 189
وقد زينت جدرانه بلوحات أنيقة جميلة ، تعطي صورة صادقة عن فن الرسم الفارسي ، ومعظمها يعكس فكرة الحب ، وعندما جاء الحكم القاجاري قام بتغطية هذه الرسوم والنقوش . ولكن الحكم البهلوي أعاد النقوش إلى ما كانت عليه وهذا المبنى الذي يبدو من الخارج طابقين له ثلاثة مداخل ، اثنان للنساء وواحد للرجال وسلمه يتألف من 117 درجة ، وهو في الواقع سبعة طوابق وأطرف وأغرب ما فيها الطابق السابع ، الذي يبدو سقفه على هيئة آلات موسيقية مجوفة في الجدران والسقف . وهذا الطابق كان طابق الانشراح والمرح عند الشاه عباس ، وكان الموسيقيون يدخلون إلى غرفة خاصة في هذا الطابق ويعزفون الألحان التي يفضلها الشاه ، ويخرجون بعد ذلك ويقفلون الباب وراءهم . وعندما يأتي الشاه عباس يفتح الباب ويجلس مع ندمائه ونسائه ، فيعيد الصدى ما عزفه الموسيقيون ، ويستمر الطرب والانشراح إلى أن يقفل الباب فتسكت الموسيقى . ولا تزال هندسة غرفة الموسيقى سرا مغلقا على الكثيرين ، إذ كيف كانت تحتفظ هذه الغرفة بالأنغام ثم تعيدها ؟ مسجد عمره ألف سنة : وفي أصفهان مسجد قديم قديم ، يرجع عمره إلى ألف سنة هو مسجد جمعة . وهذا المسجد يضم عدة أقسام ، بنى كل واحد منها فاتح أتاح له القدر فرصة الحكم في أصفهان . ويكاد يتميز كل قسم من هذا الجامع بالطابع الخاص الذي يملكه فنانو كل فتح ، ويقول البعض إن هذا المسجد إنما هو في الواقع كتاب تاريخ . فلقد بني هذا المسجد سنة 700 ميلادية ، ويقال إنه بني في المكان نفسه الذي كان مصدر المياه الساخنة الأزلية . وقد أعيد ترميم هذا المسجد أيام حكم الخليفة العباسي المعتصم في النصف الأخير من القرن التاسع . ولحق به الدمار في العام 1050 خلال حكم السلجوقيين وأعيد ترميمه في العام 1057 . وترك الأتراك والعرب والمغوليون والفرس آثارهم في هذا المسجد ، حتى أن هناك أثرا يعود إلى الأيام التي حكم فيها الأفغان مدينة أصفهان .
189
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 189